يخيم الحزن على دوار تفراوت التابع لقبيلة أيت إسفول المحسوب ترابيا على جماعة تاكونيت بإقليم زاكورة بعد أن لقي أربعة شبان مصرعهم، مساء السبت الأخير، اختناقا في قعر بئر أثناء قيامهم بتثبيت مضخة بغرض تخفيف معاناة أهل الدوار في الحصول على الماء. رضوان الحداد، رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، فرع زاكورة، تقاسم في تصريحه ل "الأيام 24" مستجدات هذه الواقعة في إشارة منه إلى أنّ ضحايا العطش الذين ينتمون إلى ثلاث عائلات، جرى دفن جثامينهم بمسقط رأسهم وسط صدمة عائلاتهم والمقربين منهم بعد أن كانت نواياهم تسير في اتجاه حلّ مشكل حاجتهم للماء، خاصة مع ما تقاسيه مجموعة من الجماعات بالإقليم بسبب الإنقطاعات المتكررة في صنابر المياه.
وأفصح بالقول إنّ العائلات تتحرك ولا تظل مكتوفة الأيدي في كل مرّة تقف فيها عند وجود مشكل في هذا الخصوص، قبل أن يعرّي اللثام عن السبب الحقيقي وراء وفاة الشبان الأربعة، والمتمثل على حد تعبيره في ارتفاع درجة الحرارة في قعر البئر ونقص الأوكسجين.
وعرض تفاصيل دقيقة قبل وقوع الفاجعة في تأكيد منه أنّ واحدا من الضحايا، نزل في أول الأمر إلى البئر من أجل أن ينزل المضخة، غير أنه تأخر بسبب تعرضه للإختناق دون أن يعي الشبان الثلاثة ما وقع له، مضيفا إنّ الشاب المبادر لم يحرّك الحبل الذي استعان به في النزول إلى البئر دون أن يثير ذلك تساؤل رفاقه قبل أن يلقوا حتفهم في فاجعة صنّفها أهل الدوار في خانة القضاء والقدر.
وبعد وقوع الواقعة، يشير مصدرنا، جرى انتشال جثث الضحايا الأربعة وتوجيهها إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي بزاكورة بعد حضور الدرك الملكي وعناصر الوقاية المدنية، في حين فتحت المصالح المختصة تحقيقا أوليا من أجل معرفة حيثيات هذه النازلة.
وأكد أنّ قلة الصبيب وندرة المياه والعطش الذي بات يهدد إقليم زاكورة، يبقى مشكلا مطروحا بحاجة إلى حل أمام جشع الفلاحين الكبار وأصحاب الضيعات المخصصة لزراعة الدلاح التي تتطلب على حد تعبيره، كميات كبيرة من المياه، الشيء الذي يؤدي إلى استنزاف الفرشة المائية، يوضح شارحا.
وعرّى مشاكل أخرى تتعلق بعدم إطلاق سدّ المنصور الذهبي في الوقت المناسب، خاصة وأنه يغدي وادي درعة ويساعد على إحياء الفرشة المائية في معظم الآبار في فصل ترتفع فيه الحرارة وتصل إلى درجات قصوى.