كما كل صيف تتجدد أزمة الماء الصالح للشرب في مجموعة من الدواوير بجماعة البليدة، قيادة تاكونيت، إقليم زاكورة ( دوار تراف، زاوية مولاي الشريف، أولاد أعمر، بني سمكين .. إلخ ) . الشيء الذي جعل السكان يخرجون إلى شوارع مدينة زاكورة العام الماضي مطالبنا بالماء الصالح للشرب ، فمنذ بناء سد المنصور الذهبي في سبعينيات القرن الماضي والمنطقة في تراجع مهول من حيث الفرشات المائية. وهناك من يرجع سبب ندرة المياه في العقدين الاخرين إلى الانتشار الواسع الذي عرفته المنطقة في زراعة البطيخ الأحمر ” الدلاح”. الشيء الذي زاد من خطورة الوضع وتفاقم الأزمة . فإلى متى ستبقى هذه المناطق الجنوبية في أزمة عطش ؟ وما هي سياسة الدولة لمواجهة هذه الأزمة ؟ “يا سيدي الرئيس أريد الماء .. ولا شيء غير الماء ” شعار أهل هذه المنطقة من المغرب المنسي .أهل الكرم، أهل زاكورة التي تعاني في صمت من التهميش منذ زمن طويل، وقلة المرافق العمومية؛ بما فيها الصحة والتعليم إضافة إلى ظروف العيش القاسية هناك . مما نتج عنه هجرة مجموعة من سكان المنطقة إلى المدن المغربية. فكيف يمكن للإنسان أن يبقى حيا بلا ماء لمدة ثلاثة أشهر وأكثر من ذلك؟ ولساعات معدودة في اليوم مما يضطر الناس بهذه الجماعة إلى تخزين الماء في الصهاريج والقنينات البلاستكية من الحجم الكبير ” البرمل ” لكن هذا لا يكفي وحده ليخرج الناس من أزمة العطش التي يعشونها كل صيف. ومن الحلول التي اتخذتها الجماعة لمواجهة أزمة الماء، الشاحنة الصهريج أو ما يعرف عند ناس المنطقة “بالسيتيرنة “. لكن هذا لا يكفي ويبقى في إطار الحلول الترقيعية التي تنهجها الجماعة للحد من غضب الساكنة . لهذا نناشد الناس المسؤولين والقائمين على الشأن المحلي بالمنطقة ، بما فيهم عامل إقليم زاكورة، وقائد قياد تاكونيت، ورئيس جماعة البليدة والجمعيات المحلية . أن يجدون حلا لهذه الأزمة، والحد من تفاقمها في السنوات المقبلة . حتى لا تندلع مرة أخرى ثورة العطش بالمنطقة، التي راح ضحيتها مجموعة من الشباب الغيورين عن الإقليم . وهم الآن يحاكمون لا لشيء إلا لطلبهم بقطرة ماء .