عرفت جلسة اجتماع مكتب مجلس النواب، نقاشا ساخنا بحضور الحبيب المالكي رئيس الغرفة الأولى، على خلفية التطورات الأخيرة التي همت العلاقات المغربية الاسبانية، والتي تفاقمت بسبب استقبال اسبانيا لإبراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو. وذكر رئيس ومكونات المجلس من رؤساء الفرق والمجموعة النيابية، في بداية هذا الاجتماع بالأسباب التي كانت وراء الأزمة الراهنة في العلاقات المغربية الإسبانية، وذلك من خلال دخول المدعو إبراهيم غالي الأراضي الإسبانية بهوية منتحلة وبجواز سفر مزور دون إشعار المملكة، وهو ما اعتبرته سلوكا استفزازيا غير ودي اتجاه المغرب الذي تربطه بإسبانيا أشكال متعددة من أوجه التعاون الأمني والاقتصادي والسياسي.
وقال المالكي أنه عوض الإجابة عن استفسارات المغرب، في واقعة دخول الشخص المعني والحفاظ على طبيعة وجودة العلاقات الثنائية، تصر الدبلوماسية الإسبانية على ممارسة الغموض والتمادي في تكريس الأزمة، خصوصا أن المعني بالأمر مطلوب للعدالة الإسبانية، مما يفاقم الوضع ويهدد مستقبل العلاقات المغربية الإسبانية، إضافة كذلك للتصريحات التي تمس بوحدة المغرب الترابية، وتصريحات أخرى تتجاهل عمدا الأدوار الإيجابية التي يقوم بها المغرب في الإشكالات الدولية وعلى رأسها ملف الهجرة والأمن.
وسجلت مكونات المجلس بقلق واستغراب كبيرين التصريحات غير المسبوقة التي تحاول إخراج هذه الأزمة من سياقها الواضح وإثارة مواضيع في محاولة يائسة لتوريط الاتحاد الأوروبي الذي تربط دوله بالمغرب علاقة احترام وتقدير وتعاون متبادلة.
إلى ذلك، تبنى المغرب خطابا صارما مع حكومة اسبانيا على خلفية استقبالها لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي على ترابها قصد العلاج، حيث وجه انتقادات حادة إلى إسبانيا في ظل الهجوم الذي تقوده الحكومة الإسبانية ووسائل الإعلام الإيبيرية وأحزاب إسبانية ضد المملكة المغربية، أدت بالرباط إلى سحب السفيرة المغربية في مدريد من أجل التشاور.