أصدر قاضي التحقيق في مدريد، سانتياغو بيدراز غوميز، أمرا بالاستماع إلى زعيم "البوليساريو"، إبراهيم غالي ورفاقه في 5 ماي 2021، فيما يتعلق بالشكوى، التي قدمها عضو الجبهة الإنفصالية، الإسباني المتجنس الفاضل بريكة، التي تتهم غالي بالاختطاف التعسفي والاعتقال والتعذيب. ووفقا لما أورده موقع "إستريتشو نيوز"، الإسباني، فإن الدعوى المقدمة ضد زعيم "البوليساريو"، تتضمن ما يلي: "أرجو من المحكمة تقديم هذه الشكوى وَفْقًا للمرسوم الوارد فيها، والمضي قدما في إجراءات التحقيقات اللازمة للشروع في تحديد هوية المتهم إبراهيم غالي".
وأشار نفس الموقع، إلى أن زعيم البوليساريو إبراهيم غالي، منتحل هوية محمد بن بطوش، متهم بارتكاب عدة جرائم وملاحق من قبل القضاء الإسباني، بعد أن قدَّمت جمعيات مختلفة لضحايا البوليساريو دعاوى وأدلةً ضد إبراهيم غالي في أعوام 2008 و2013 و2016 تطلب تحديد هويته وتاريخه والقبض عليه.
وكشفت مصادر إسبانية، في وقت سابق، أن مدريد تتجه للتعامل مع إبراهيم غالي كدبلوماسي ومنحه الحصانة رغم خطورة الأفعال الجرمية، التي يتابع فيها أمام قضاء المملكة الإيبيرية.
ووفقا للمصادر ذاتها، فإن حكومة مدريد تتجه نحو التعامل مع زعيم البوليساريو بصفته "محمد بن بطوش"، الذي يحمل جواز سفر جزائري دبلوماسيا، وهو ما يعني تمتعه بالحصانة الدبلوماسية، معتبرا أنه يمكن اعتبار هذه الخطوة في حال أقدمت إسبانيا على أتخاذها بمنزلة رصاصة الرحمة على العلاقات المغربية الإسبانية، التي تعرف توترا كبيرا خلال الآونة الأخيرة.
وسمحت السلطات الإسبانية لإبراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو، بدخول أراضيها بهوية جزائرية مزيفة، بدعوى العلاج من فيروس كورونا، ما أثر على العلاقات بين الرباطومدريد حيث تم إلغاء عدة لقاءات بين مسؤولين مغاربة وإسبان كان مقررا عقدها يومي 28 و29 أبريل الماضي في إطار اللجنة العليا المشتركة بين البلدين.
في ذات السياق، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن "الرباط لا زالت تنتظر ردا مرضيا ومقنعا من طرف الحكومة الإسبانية بشأن قرارها السماح بدخول زعيم البوليساريو إبراهيم غالي.
وعبر بوريطة عن استياء الرباط من موقف الحكومة الاسبانية لاستقبالها غالي، وقال: "إن إبراهيم غالي ملاحق من قبل العدالة الإسبانية على خلفية جرائم الإبادة والإرهاب"، لافتا لى أن هذه القضية تمثل "اختبارا لمصداقية العلاقات بين البلدين وصدقها ومعرفة ما إذا كانت مجرد شعار بسيط، المغرب يدعم إسبانيا دائما في مواجهة الإنفصاليين الكاتالونيين".
ووجه بوريطة سؤالا عن رغبة إسبانيا في التضحية بعلاقتها مع المغرب من أجل إبراهيم غالي؟، وأضاف: "إن إبراهيم غالي هو مغتصب وتمساح العبودية، والتعذيب، وجرائم الحرب، وتجنيد الأطفال، والإبادة الجماعية، وإسبانيا تعرف كل ذلك قبل أي شخص آخر".