لم يتطرق وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، في مباحثاته مع وزير الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى قضية الصحراء المغربية، حيث اكتفت قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء، بالإشارة إلى أن المباحثات همت تعزيز العلاقات الثنائية بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية. وتحدثت تقارير موريتانية سابقة، عن تقارب بين الرباط ونواكشوط، في قضية الصحراء المغربية، حيث أفادت أن حكومة الرئيس الموريتاني، اتخذت قرارها بسحب الاعتراف بجبهة "البوليساريو"، وذلك قبل نهاية الولاية الحالية للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وهو ما عزته المصادر نفسها إلى الالتزام بالمرجعية الأممية التي لا تعترف بوجود جمهورية على تراب الصحراء.
ووصف ناصر بوريطة، خلال ندوة صحفية مشتركة مع نظيره الموريتاني، زيارة إسماعيل ولد الشيخ أحمد للمغرب بأنها "جد مهمة"، مؤكدا أنه جاء حاملا لرسالة من رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني إلى الملك محمد السادس، تتعلق بالعلاقات الثنائية وبالتنسيق في قضايا إقليمية.
وأضاف أن هذه الزيارة تندرج في إطار تطور جد إيجابي تعرفه العلاقات المغربية الموريتانية منذ وصول الرئيس الموريتاني إلى الرئاسة.
وأكد ناصر بوريطة على انتظام التواصل بين الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية، مبرزا أن الأمر يتعلق بطموح مشترك بين قائدي البلدين للدفع بهذه العلاقات إلى أبعد مستوى، لاسيما أن هذه العلاقات تتميز بجوانب تاريخية وجانب إنساني قوي كما أنها علاقة جوار بين بلدين شقيقين.
وأضاف بوريطة أنه تباحث مع نظيره الموريتاني حول المراحل المقبلة لترجمة طموح قيادة البلدين في تطوير العلاقات، بما في ذلك عقد اللجنة العليا المشتركة وكذا عقد لجنة المتابعة على مستوى وزراء الخارجية لبحث كيفية تطوير أفضل للعلاقات الثنائية.
ونوه الوزير بجودة العلاقة الثنائية الممتازة على المستوى السياسي، موضحا أن "الجوانب الاقتصادية والجوانب القطاعية محتاجة إلى دفع أكبر لترجمة رؤية جلالة الملك وفخامة الرئيس الموريتاني إلى علاقات جوار قوية بين البلدين، تقوم على أسس علاقات إنسانية وتاريخية وتبني مضمون علاقة استراتيجية بين البلدين الشقيقين".
وأضاف بوريطة أنه سيتم العمل، خلال المراحل المقبلة في اللجنة المشتركة ولجنة المتابعة، على الدفع بهذا التعاون القطاعي وتعبئة الفاعلين الاقتصاديين في إطار رؤية ثنائية وثلاثية الأبعاد لتطوير العلاقات بين البلدين.
من جهة أخرى، أشار بوريطة إلى أنه أبلغ نظيره الموريتاني تحيات جلالة الملك لفخامة رئيس الجمهورية وتقدير جلالته لكل ما يقوم به فخامته منذ توليه الرئاسة من مجهودات لتحقيق التنمية الاقتصادية والاستقرار السياسي والنمو الاجتماعي داخل موريتانيا، والجهود التي يقوم بها فخامة الرئيس وجمهورية موريتانيا في الإطار الاقليمي وخاصة في منطقة الساحل وفي الإطار القاري الإفريقي والذي عرف، في السنوات الأخيرة، حضورا قويا لموريتانيا في مجموعة من الملفات المهمة خاصة في منطقة الساحل والصحراء وحتى على المستوى الإفريقي والعربي.
وأبرز الوزير أن هذه الزيارة تعد مناسبة أيضا للتأكيد على قوة هذه العلاقات الثنائية والتأكيد على أنها تتم تحت مظلة قوية يرعاها جلالة الملك والرئيس الموريتاني، و"لتكذيب كل من يريد أن يصطداد في المياه العكرة حول العلاقات المغربية الموريتانية"، والتي تعد علاقات صلبة وقوية لم تكن أبدا في السنوات الأخيرة على المستوى الإيجابي التي هي عليه في الوقت الحالي.
يشار إلى أن وجهات النظر بين الرباط ونواكشوط بخصوص قضية الصحراء المغربية، كانت قد شهدت تقاربا كبيرا عقب التدخل الميداني للقوات المسلحة الملكية في "الكركرات" لإعادة فتح المعبر الحدودي الرابط بين البلدين، والذي أدى إغلاقه من طرف عناصر "البوليساريو" لأزمة كبيرة في الأسواق الموريتانية، وفي أعقاب ذلك تحدث الملك محمد السادس والرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني هاتفيا واتفقا على تنظيم زيارة متبادلة بينهما.