عاش سكان مدينة الفنيدق أمس الأربعاء، ليلة وصفوها بالسوداء بعد أعمال شغب شهدتها المنطقة نفذها مجموعة من الشباب المهاجرين الذين جرى ترحليهم من سبتة بعد عملية الهروب الجماعي قبل أيام قليلة إلى الثغر المحتل. كرّ وفرّ وشد وجذب، عبارات كانت بمثابة توصيف حقيقي لما جرى ليلة أمس الأربعاء بالفنيدق بعد إنزال مكثف للسلطات الأمنية وللقوات المساعدة إضافة إلى إجراءات أخرى موازية تمثلت في تثبيت الحواجز الحديدية على طول الطريق المؤدية إلى سبتة بعدما دخل نحو 10 آلاف شخص إلى سبتة في 24 ساعة الأخيرة من مدن متفرقة، من بينها تطوان ومارتيل ومراكش وطانطان وتارودانت وغيرها، فيما تواصل أفواجا من المهاجرين التدفق نحو الفنيدق بشكل يمكن تسميته بزحف جماعي في اتجاه المجهول.
فوضى وتخريب ممتلكات وكسر زجاج سيارات ورشق السلطات بالحجارة من طرف المرشحين للهجرة السرية، وثّقتها عدسات الهواتف النقالة، من بينها ما انتهى بإصابة مسؤول رفيع المستوى بالقوات المساعدة، ما جعل أبناء الفنيدق يرفعون أصواتهم ويطالبون بحمايتهم وحماية ممتلكاتهم من أيادي المخرّبين الذين يسعون وعلى حد تعبيرهم إلى خلق الفتنة وبث الرعب في النفوس.
أحد المتضررين المتحدّرين من مدينة تطوان، وحسب ما كشفته مصادر محلية ل "الأيام 24″، لم تشفع توسلاته في عدم إلحاق أضرار بدراجته النارية بعدما عمد مجموعة من الشباب إلى تجريده منها قبل أن يقوموا بحرقها، ما دفع العديد من أبناء مدينة الفنيدق إلى المطالبة بضرورة إرجاع الأمور إلى نصابها وتضييق الخناق على كل من سوّلت لهم أنفسهم إحداث فوضى بالمنطقة.
أحداث الشغب والفوضى وإن زعزعت سكينة أهل الفنيدق فإنها بالمقابل وتبعا للمصادر ذاتها، جعلت أعين رجال الأمن والقوات المساعدة لا تنام من أجل الحيلولة دون تسلّل المزيد من المهاجرين إلى مدخل مدينة سبتةالمحتلة.