تجنب أعضاء مجلس الأمن الدولي الحديث عن القرار الأمريكي القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء، وأجمعوا على دعمهم لجهود الأممالمتحدة لبعث العملية السياسية الهادفة إلى التوصل إلى حل سياسي تفاوضي لهذا النزاع الذي عمر لأزيد من أربعين سنة. كما عبروا عن دعمهم لجهود الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريس من أجل تسمية مبعوث جديد خلفا للأماني هورست كولر الذي استقال سنة 2019، بعد مباحثات جنيف التي حضرتها الى جانب المغرب موريتانياوالجزائر و جبهة لبوليساريو لكنها لم تفضي إلى شيء.
ونقلت قصاصة لوكالة الأنباء الفرنسية، أن مجلس الأمن الدولي لو يوافق على مشروع إعلان مشترك صاغته الولاياتالمتحدة يدعو إلى "تجنب التصعيد" في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وأفاد دبلوماسيون أن الهند والصين ودولا إفريقية اعتبرت أنه يمكن أن "يساء تأويله ويؤدي إلى نتائج عكسية"، كما أن مجلس الأمن اطلع على التقرير الذي رفعته بعثة الأممالمتحدة "المينورسو" للمجلس قال إنه لا وجود لحرب في الصحراء و البعثة لم تلمس ما يؤكد خرق قرار وقف إطلاق النار.
ورغم مطالبة مسؤول في الأممالمتحدة بشكل "صريح جدا" أن "يتناول مجلس الأمن" الصراع المفتعل حول الصحراء، لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال جلسة نصف سنوية مغلقة لأعلى هيئات الأممالمتحدة، وفق المصادر.
ويعتبر الداه يعقوب المحلل السياسي الموريتاني من واشنطن، في تصريح ل"الأيام24′′،أن هذه الجلسة لمجلس الأمن حول الصحراء، تؤكد بأن أوراق اللعبة قد تغيرت على أرض الواقع خصوصا مع دخول القوات المسلحة الملكية إلى معبر الكركرات، من خلال تأمين المنطقة والحرص على تواصل انسابية المواد الغذائية القادمة من المغرب إلى الدول الإفريقية في منطقة شبه الصحراء".
وأضاف الداه يعقوب، "الأكيد أنه حاليا هناك متغيرات جديدة مع الاعتراف المتتالي والمتوالي للعديد من الدول العالمية بمغربية الصحراء، وبفتح قنصليات في العيون والداخلة".
وأوضح المحلل السياسي، أن "هناك معطيات حتى الآن لا تريد الأممالمتحدة أن تغض الطرف عنها وهي ما يحدث على أرض الواقع من سيطرة مغربية أكيدة واعتراف دولي بمغربية الصحراء، وعموما يبقى الموقف الأمريكي هو اللافت حتى الآن، ومحاولة إدارة بايدن، أن تمسك بالعصا من الوسط بعد خروجها بتصريح مباشر، وهذا يعني في السياسة الدولية أن إدارة بايدن مطلوب منها أن توضح للمغرب، البلد القوي والكبير والذي يبسط نفوذه وقراراته على إفريقيا ككل، أن توضح موقفها".
ولفت المحلل السياسي، أن "ننتظر في الساعات أو في الأيام القادمة موقف واضح خصوصا أن هناك مطالب بتعيين مبعوث أممي جديد والتعاون مع بعثة "المينورسو" بالصحراء".
وأكد أعضاء مجلس الأمن على ضرورة تعيين مبعوث شخصي جديد في أقرب وقت ممكن، وهو المنصب الذي رفضت بشأنه الجزائر و"البوليساريو"، مؤخرا، مقترحات الأمين العام بتعيين رئيس الوزراء الروماني السابق، بيتر رومان، وفيما بعد وزير شؤون خارجية البرتغال السابق، لويس أمادو. في المقابل، وافق المغرب بشكل فوري على مقترحات الترشيح، التي قدمها أنطونيو غوتيرش.
وأشار إلى أن " كل هذه الإرهاصات تؤكد أن المتغيرات حدثت وأن أمريكا ومجلس الأمن يعي جيدا أن المغرب سجل على أرض الواقع نجاح كبير وساهم في اندحار عناصر "البوليساريو" من معبر الكركرات، بالتالي مطلوب جدا هذه المعطيات أن تضعها الأممالمتحدة في بالها، وهو الذي لا زال يعطي صورة ضبابية أن الأممالمتحدة تنتظر الموقف الأمريكي الرسمي والذي حتى الآن في دهاليز الإدارة الأمريكية لجو بايدن، يشير إلى تمسك بقرار الاعتراف بمغربية الصحراء".