شكلت المناورات العسكرية المشتركة التي أجريت، أخيرا، بين المملكة المغربية والولاياتالمتحدةالأمريكية، مناسبة لتأكيد عمق الشراكة الأمنية القوية والدائمة والتاريخية بين البلدين، حيث شاركت القوات المسلحة الملكية ب"الفرقاطة البحرية الملكية المغربية، طارق بن زياد"، فيما شارك الجيش الأمريكي ب"المدمرة الأمريكية ذات الصواريخ الموجهة، يو إس إس بورتر"، وحاملة الطائرات، "يو إس إس دوايت دي أيزنهاور". المناورات التي أعلنتها السفارة الأمريكية بالرباط، سابقا، وحملت اسم "مصافحة البرق 2021″، وانطلقت منذ فاتح مارس الجاري، شاركت خلالها القوات البحرية الملكية رفقة نظيرتها الأمريكية في مناورات بحرية تهدف تعزيز قابلية التشغيل البيني بين القوات البحرية الأمريكية والمغربية.
وأوضح بلاغ لسفارة واشنطن بالرباط، أن هذا التمرين يهدف الى تحسين العمل المشترك بين البحرية الأمريكية والبحرية الملكية في العديد من مجالات الدفاع، وخاصة مجال الهجمات على السطح، ومحاربة الغواصات، وكذا الضربات الجوية-البحرية، والدعم اللوجستي المشترك وعمليات الحظر البحري.
وقال اللواء البحري سكوت روبرتسون، قائد حاملة الطائرات الثانية: "باسم البحارة العاملين في CSG IKE، نتشرف بالمشاركة في هذا التمرين البحري الثنائي التاريخي، الذي يخلد الذكرى المئوية الثانية للشراكة الدائمة مع المغرب"، مشيرا إلى أن "تمرينات مثل "Lightning Handshake" تعزز أسس عملنا المشترك والدعم المتواصل لالتزامنا طويل الأمد من أجل الأمن بالمنطقة".
ويعتبر مراقبون، انه حينما تدفع الولاياتالمتحدةالأمريكية بثالث أكبر مدمراتها البحرية لإجراء مناورات عسكرية مع القوات المسلحة الملكية المغربية، دون إشعار الحكومة الإسبانية، فإنها رسالة واضحة وموجهة إلى الإسبان الذين خرجوا يشتكون أنهم فوجئوا بالمقاتلات المغربية الأمريكية تحلق فوق رؤوسهم دون إذنهم.
صحيفة "إلبيريوديكو " الإسبانية قالت إن العمليات الجوية فاجأت عناصر المراقبة بمركز التحكم الجوي في إقليم الكناري، والذين عبروا عن دهشتهم إذ لم يكونوا على علم بوجود حاملات الطائرات الأمريكية في المنطقة، ولم يعرفوا في البداية مصدر الطائرات التي فوجؤوا بها وهي تحلق فوق أجواء الإقليم، مبرزة أن العمليات شاركت فيها أيضا، إلى جانب حاملة الطائرات "دوايت دي أيزنهاور"، 5 مدمرات بحرية أمريكية أبحرت بالقرب من الأرخبيل الإسباني.
محمد أكضيض، الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، اعتبر أن المناورات العسكرية التي جرت بين القوات المسلحة الملكية والجيش الأمريكي، هي رسالة موجهة إلى من يهمهم الأمر، من قبل إدارة الرئيس جو بايدن الذي سبق وأن زار المغرب حينما كان نائب الرئيس الأمريكي الأسبق بارك أوباما.
ورأى الخبير الأمني، في تصريح ل"الأيام24″، أن الإدارة الأمريكيةالجديدة، لم يمضي على تسلمها السلطة إلا شهور وهناك من المحللين من اعتبر أن هذه الإدارة ليس لها الأولوية الآن في النظر إلى علاقتها مع شمال افريقيا بل لها اهتمامات وألويات أهم من النظر إلى المغرب ودول الجوار باستثناء ليبيا وقد أخطا هؤلاء في تخميناتهم الاستراتيجية باعتبار أن تحرك حاملة الطائرات والبوارج الحربية الأمريكية في مناورات خارج الولاياتالمتحدة، يخضع كذلك إلى مجلس الأمن القومي برئاسة رئيس الولاياتالمتحدة.
وأضاف أكضيض، أن "هذه المناورات المغربية الأمريكية جاءت بعد صفقة السلاح الشهيرة لمدة عشر سنوات في عهد ترامب واعتبار أن الولاياتالمتحدة لها عقد لمثل هذه المدة من أجل تدريب وتكوين القوات المسلحة الملكية، وهذه رسالة مباشرة ستحرج الائتلاف الحكومي الإسباني وحزب بوديموس المعادي للوحدة الترابية للمملكة، وكما اشترت إليه سابقا فإن إدارة بايدن لازالت حديثة، وما قامت به هذه حتى الأن مؤشر يفوق الإيجابي وهي تسير بالتدريج نظرا لضغط الملفات التي تتحملها الآن وخاصة الداخلية منها ملفات الوباء وستجد في المملكة المغربية الشريك والصديق كما عهدت تاريخيا والوفي عبر التاريخ وستدعم هذه الشراكة باللاعب الدولي لأساسي القادم بريطانيا الصديقة.
وتساءل أكضيض بالقول "هل ستتحرك الولاياتالمتحدة لنقل قواعدها في إسبانيا إلى أقاليمنا الصحراوية؟، قبل يردف بالقول إنه لو نقلت الولاياتالمتحدة قواعدها من إسبانيا وألمانيا إلى الصحراء المغربية ستتمكن من احتلال مكان استراتيجي كبوابة إفريقية نحو افريقيا للحد من تمدد الصين وروسيا وتغير الخطط الجيو-استراتيجية في هذه المنطقة في علاقته مع دول الشمال إنها رهانات هائلة لو تحقق ذلك اقتصاديا كذلك".
وأكد الخبير الأمني، أن "ماهو أساسي هي مناورات بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية خارج مناورات الاسد الافريقي، مضيفا أن المغرب منافس لإسبانيا وأن الاخيرة لها توجس من تنامي قوة المغرب الصاعدة والمناورات الأمريكية المغربية وتحليق الطائرات الحربية المغربية ف 16 بالقرب من جزر الكناري، يدفع مدريد إلى التقاط الرسالة المشفرة للمغرب".