تفاجأ عناصر المراقبة بمركز التحكم الجوي في جزر الكناري، نهاية الأسبوع الماضي، بمناورات ''مصافحة البرق'' العسكرية المشتركة مع أمريكا، حيث حلقت أسراب من الطائرات العسكرية والسفن الحربية، المغربية والأمريكية قرب الارخبيل الإسباني. ولم تعلم السلطات الإسبانية بمناورات ''مصافحة البرق'' العسكرية المشتركة التي احتضنتها السواحل الأطلسية المغربية على مشارف الصحراء وعلى بعد 50 ميلا من جزر ''لاس بالاماس''، إذ عبر مسؤولو المراقبة الجوية عن دهشتهم إذ لم يكونوا على علم بوجود حاملات الطائرات الأمريكية في المنطقة، ولم يرفوا في البداية مصدر الطائرات التي فوجؤوا بها وهي تحلق فوق أجواء الإقليم، في الوقت الذي تعاني فيه الجزر من غياب مقاتلات من الطراز الحديث بعد تآكل طائرات F-18 التي اقتنتها سنة 1990 مستعملة من أمريكا. وذكر موقع "لاراثون" أن القوات الجوية الإسبانية كانت قد قررت إنهاء خدمات طائراتها المقاتلة من طراز F-18 في الجناح 46 بقاعدة غاندو الجوية في جزر الكاناري، وهي حارسة المجال الجوي للجزر الإسبانية لأكثر من عقدين من الزمن والخط الأول من الدفاع ضد مقاتلات F-16 المغربية. ويمثل قرار الاستغناء عن هذه الطائرات، المعروفة بلقب "الصقور" والتي تمثل الرادع الرئيسي ضد التوغلات المحتملة وقوة الرد الفوري في حالة الهجوم على السيادة الإسبانية، تحديا كبيرا لمدريد حيث لا يوجد حتى الآن بديل لهؤلاء المقاتلات، في وقت تنوي فيه وزارة الدفاع الإسبانية شراء دفعة مقاتلات Eurofighter. وأدت الظروف القاسية التي تخزن فيها طائرات F-18 إلى تراجع جودتها حيث تقع قاعدة غاندو على بعد أمتار قليلة من البحر في شرق جزر الكاناري، وتتعرض لدرجات حرارة مرتفعة ورطوبة عالية بالإضافة إلى الرياح المحملة برمال الصحراء، مما تسبب في تآكلها وإتلاف الأنظمة الإلكترونية المعقدة التي تشتغل بها، وهو ما دفع القوات الجوية الإسبانية إلى تخصيص مبالغ كبيرة للحفاظ على طائراتها في سياق يتسم بندرة الأموال اللازمة لصيانة الطائرات. ومن المرتقب أن تدفع ''مصافحة البرق'' إسبانيا إلى الإسراع في تغيير طائراتها المقاتلة في جزر الكاناري، وتجهيز مركز للصيانة في الأرخبيل، حسب تقارير إعلامية.