حذر المغرب مجددا من خطر الجماعات الإرهابية، التي تنشط في منطقة الساحل الأفريقي، وما يمكن أن تقوم به في المغرب ودول غرب أفريقيا في ظل التهديدات الإرهابية المتواصلة. وقال حبوب الشرقاوي، مدير المكتب المركزي للتحقيقات القضائية في مقابلة مع رويترز، إن الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل المجاورة، التي تجند وتدرب أتباعها عبر الإنترنت تمثل أكبر خطر على البلاد، لافتا إلى أنه على الرغم من أن المغرب لم يتعرض سوى لهجوم كبير واحد خلال السنوات ال10 الماضية، حيث قتلت سائحتان اسكندنافيتان عام 2018، فإن موقعه يجعله هدفاً للجماعات المتمركزة في منطقة الساحل الأفريقي.
وأضاف الشرقاوي، أن خطر الإرهاب مستمر ما دامت هناك جماعات مثل تنظيم "داعش" في الصحراء الكبرى تجنّد وتدرب أتباعها عبر الإنترنت، مضيفاً أن المكتب المعني بمكافحة الإرهاب، نجح منذ تأسيسه عام 2015 في تفكيك عشرات الخلايا المتشددة، وألقى القبض على أكثر من 1000 من المشتبه في انتمائهم لهذه الجماعات.
وتابع الشرقاوي أن تنظيم "داعش" أعاد تركيزه على منطقة الساحل واستغل مع الجماعات الأخرى هناك سهولة اختراق الحدود وشبكات التهريب.
وتتحرك جماعات مسلحة في الصحراء الكبرى، مهددة دول الساحل الأفريقي، ومعتمدة على بعض الملشيات المسلحة، إذ اشارت تقارير سابقة إلى علاقتها بمسلحين من البوليساريو.
وعقد قادة دول الساحل الخمس – بوركينا فاسو وتشاد ومالي وموريتانيا والنيجر – في العاصمة التشادية نجامينا منتصف فبراير الماضي لقاء ليس هو الاول ، شارك فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر الفيديو.
وفشلت جهود فرنسا في التصدي للخطر الإرهابي بهذه المنطقة على مدى سنوات.
وقتل ستة عناصر من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مالي في 2020 ، وخسرت فرنسا خمسة جنود منذ ديسمبر الماضي.
وتدخلت فرنسا لدحر المتمردين، لكنهم تفرقوا ونقلوا حملتهم إلى وسط مالي ثم إلى بوركينا فاسو والنيجر.
وقتل آلاف الجنود والمدنيين، حسب الأممالمتحدة، بينما فر أكثر من مليوني شخص من منازلهم.
ويشار إلى ان المغرب سبق وحذر في العام الماضي غير مرة، من تطور الجماعات في هاته المنطقة ، خاصة تنظيم داعش.
ويعود اهتمام المغرب بمنطقة الساحل الأفريقي إلى توالي الأزمات التي شهدتها المنطقة، خاصة أزمة مالي، بالإضافة إلى تنامي نشاط الجماعات الإرهابية، فضلاً عن خطر الجريمة المنظمة العابرة للحدود، التي تأخذ عدة أشكال لعل أبرزها تهريب المخدرات والاتجار بالبشر والأسلحة، والاختطاف.
وقد أكد هذا مؤشر الإرهاب العالمي الأخير لسنة 2020 الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام بسيدني.
ويأخذ المغرب التهديدات القادمة من خط التماس على محمل الجد، خاصة وأن هناك ارتباطات بين بعض الجماعات المتطرفة وجبهة البوليساريو التي تتحرك شرق الجدار العازل.
وكان حبوب الشرقاوي في حوار نشرته "الأيام"قال إن ما يؤكد العلاقة الوثيقة بين البوليساريو والجماعات الإرهابية "المعلومات الدقيقة التي يتوفر عليها المكتب المركزي للأبحاث القضائية والتي تتعلق باختطاف ثلاثة مواطنين أجانب وهم إسبانيان وإيطالية سنة 2011، يعملون في إحدى المنظمات الانسانية في مخيم الرابوني غير البعيد عما يسمّونه الكتابة العامة للجبهة الانفصالية، والتي نفّذها تنظيم التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا بتواطؤ مع جبهة البوليساريو.