خرج قطار سريع عن القضبان بولاية أوتار براديش الواقعة في شمال الهند اليوم الأحد مما أسفر عن مقتل 107 أشخاص على الأقل وجرح أكثر من 150 آخرين وسط توقعات بارتفاع عدد الضحايا مع استمرار البحث المحموم عن ناجين بين الحطام. وقال مسؤولون بالشرطة إن أشخاصا ما زالوا مفقودين بينما تحاول السلطات تحري سبب خروج 14 عربة من القطار عن القضبان عند بلدة بوخرايان على بعد 65 كيلومترا جنوبي مدينة كانبور. وكان القطار في رحلة من مدينة باتنا بشمال شرق البلاد إلى مدينة إندور بوسط الهند.
وأشارت السلطات إلى أنها تتحرى وضع القضبان لكنها أضافت أنها تحتاج إلى التدقيق أكثر في ظروف الحادث قبل أن تخلص إلى أسبابه.
وقال براتاب راي وهو مسؤول كبير في السكك الحديدية إن ناجين يبحثون عن أقارب كانوا معهم وسط مشاهد اليأس والألم كما حاول البعض دخول العربات المدمرة لإنقاذ أقاربهم وجمع متعلقاتهم.
وأضاف من موقع الحادث "نستخدم كل السبل لإنقاذ الأرواح لكن من الصعب للغاية قطع العربات المعدنية."
وفي ظل توقع ارتفاع عدد القتلى قد يصبح الحادث أسوأ كارثة للسكك الحديدية في الهند منذ 2005 عندما حطمت الصخور قطارا وسقط آخر في نهر مما أسفر عن مقتل أكثر من مئة شخص في كل منهما.
وتعد شبكة السكك الحديدية الهندية المتداعية رابع أكبر سكك حديدية في العالم. وتسير الحكومة الاتحادية 11 ألف قطار يوميا بينها سبعة آلاف قطار ركاب تنقل أكثر من 20 مليون شخص يوميا لكن سجلها سيء فيما يتعلق بالسلامة إذ يلقى آلاف الأشخاص حتفهم في حوادث سنويا.
وقال سوريش برابهو وزير السكك الحديدية الهندي في تغريدة على تويتر إن الحكومة ستحقق فورا في أسباب الحادث ووعد بالمحاسبة "بأشد إجراء ممكن".
* عربات مدمرة
وقال ناجون إن القطار المكدس الذي تشغ له شركة حكومية خرج عن القضبان في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد بينما كان أكثر من 500 راكب نائمين.
وأظهرت لقطات تلفزيونية عربات قطار زرقاء لحقت بها أضرار جسيمة وحشودا من الناس وأفراد الشرطة فوق الحطام يبحثون عن ناجين. وكانت إحدى العربات على جانبها تقريبا وبدت مدمرة بالكامل.
وشق عمال إنقاذ يرتدون خوذات صفراء طريقهم وسط الحشود وحملوا الضحايا فوق الحطام فيما عملت فرق على إزالة العربات من على السكة التي تعد أحد الطرق الرئيسية لنقل الناس والبضائع في شمال الهند.
وقال فيصل خان الذي كان يسافر برفقة زوجته وولديه الذين نجوا جميعا "فجأة شعرت أن العربة تنقلب وأمسكت على الفور بالقضيب المعدني المثبت على باب الحمام."
وقال داجديب تانوار وهو ناج آخر من الحادث "يمكنني رؤية جثث ترقد بجوار القضبان والجميع في حالة صدمة. لا يوجد ماء ولا طعام لنا."
وقال دالجيت سينج تشوداري المدير العام الاحتياطي للشرطة إن السلطات تسير حافلات بقدر الإمكان لمساعدة الركاب على إكمال رحلتهم.
وقالت فرق الإنقاذ إنها ستنهي عملية البحث قبل حلول الليل على أن تستكملها يوم الاثنين بينما كان سكان القرى المجاورة لمكان الحادث يقيمون مطابخ مؤقتة وينصبون الخيام للناجين والمسؤولين. * الضغط من أجل التحديث
وتعهد رئيس الوزراء ناريندرا مودي الذي بدأ حياته ببيع الشاي خارج محطة قطار بتحديث السكك الحديدية في الهند وصنع قطارات سريعة تتلاءم مع متطلبات ثالث أكبر اقتصاد في آسيا.
كما تعهدت حكومته باستبدال السكك الحديدية القديمة وتطوير البنية التحتية للأمان فيها لكن لم يتحقق تقدم يذكر حتى الآن.
وتحتاج السكك الحديدية في الهند وفق عدد من المحللين إلى استثمارات بحوالي 20 تريليون روبية (293.34 مليار دولار) بحلول 2020 مما دفع الهند إلى اللجوء إلى الشراكات مع الشركات الخاصة والاقتراض من دول أخرى لتحديث شبكتها.
وفي العام الماضي وافقت اليابان على تقديم قروض ميسرة قيمتها 12 مليار دولار لبناء أول قطار من قطارات "الطلقة" في الهند.
ولجأ مودي إلى تويتر لتقديم تعازيه بالحادث. وقال اليوم الأحد في تغريدة "أشعر بألم يفوق الوصف لخسارة أرواح بسبب خروج القطار السريع بين باتنا وإندور عن القضبان. وأفكاري مع الأسر المفجوعة."