بعد نحو شهر من تولّيه منصبه، أجرى الرئيس الأميركي جو بايدن، أخيرا، مكالمته الهاتفية الأولى مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأثار تأخر الرئيس الأميركي في إجراء اتصاله الأول بزعيم أكبر حليف لبلاده في المنطقة جدلا في الصحافة الإسرائيلية وانتقادات في الولاياتالمتحدة من جانب بعض القادة الجمهوريين، لا سيما بعد المعاملة المميزة للغاية التي كان الرئيس السابق دونالد ترامب يخص بها صديقه نتنياهو.
وجاء في بيان للمتحدث باسم ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلي، إن المكالمة كانت ودية ودافئة للغاية واستمرت لأكثر من ساعة.
ونوه الزعيمان بالعلاقة الشخصية التي تربط بينهما والتي تستمر منذ سنوات عديدة ، وقالا إنهما سيعملان معا على تعزيز التحالف المتين القائم بين إسرائيل والولاياتالمتحدة، دون التطرق لمزيد من التفاصيل، حول ما إذا كان بايدن قد عبر لنتنياهو عن دعمه لاتفاقات أبراهام التي بموجبها تم إعادة العلاقات المغربية الإسرائيلية وتطبيع علاقات الأخيرة بدول عربية أخرى.
مصادر إسرائيلية، أوردت أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء نتنياهو بحثا كذلك الاستمرار في دفع اتفاقيات السلام قدما والتهديد الإيراني والتحديات الاقليمية واتفقا على مواصلة الحوار بينهما.
لكن البيت الأبيض، أورد أن الرئيس بايدن، عبر لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن دعمه لاتفاقات أبراهام، حيث جاء بيان البيت الأبيض إن الزعيمين شددا على "أهمية مواصلة التشاور الوثيق حول قضايا الأمن الإقليمي، وبخاصة إيران"، من دون مزيد من التفاصيل بشأن الملف النووي الإيراني، القضية الشائكة بين إسرائيل والإدارة الأميركية الجديدة.
ولفت بيان البيت الأبيض إلى أن بايدن أكد لنتانياهو دعم إدارته لاتفاقات التطبيع التي أبرمتها مؤخرا الدولة العبرية مع دول عربية عديدة بوساطة من إدارة ترامب، وتم بموجبها إعادة العلاقات المغربية الإسرائيلية وتطبيع علاقات الأخيرة بدول عربية أخرى.
واعتبر متتبعون للشأن الأمريكي، تأخر اتصال المجاملة التقليدي علامة على أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لا يرغب في أن يُنظر إليه على أنه يدعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قبل الانتخابات الإسرائيلية المقررة في 23 من مارس. وقال البعض إنه قد ينذر أيضا بمزيد من الفتور في العلاقات إذا فاز نتنياهو، لكن الروايات التي نشرتها الحكومتان للاتصال لم تتضمن أي علامة على توتر.
في هذا السياق، الداه يعقوب المحلل السياسي الموريتاني من واشنطن، أورد في تصريح ل"الأيام24 "، أن الاتصال الهاتفي الذي حدث بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الأمريكي جو بايدن، يأتي بعد طول انتظار من الإدارة الإسرائيلية للاتصال من بايدن".
وأضاف الخبير الموريتاني، "نحن نعلم مدى الفجوة التي بين بايدن ونتنياهو، خصوصا مع المواقف التي كانت واضحة للرئيس الوزراء الإسرائيلي، في دعمه للرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، إبان الانتخابات الرئاسية وكذا الخطوات التصعيدية التي قام بها إبان بايدن من قبيل زيادة عدد المستوطنات وكذا تصعيد اللهجة مع إيران وغيرها من الخطوات، لكن عموما العلاقات هي تاريخية ما بين البلدين، وإسرائيل تحظى بالمظلة الأمريكية ومن المتوقع أن يكون هناك دعم للاتفاقيات أبراهام، التي حدثت في عهد ترامب، مع الدول العربية وإسرائيل".
وأوضح الداه يعقوب، "أنه في الأسابيع القادمة رغم محاولات بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي التدخل في مسار هذه الاتفاقيات وما جنته تحديدا المغرب من نجاحات واعتراف واشنطن بمغربية الصحراء، إلا أنه من المتوقع أن يكون هناك خروج لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وحديثه عن هذه الاتفاقيات وتمسك الولاياتالمتحدةالأمريكية بهذه الاتفاقيات، خصوصا أنها تقول أنها راعية للسلام وتسعى إلى تعزيزه في المنطقة. لذلك اتفاقيات أبراهام، ستكون موجودة ومعززة بقوة في الأيام القادمة، بعد نهاية مسار التصعيد الطويل مع إيران، وكذلك ملفات الصين وروسيا.
وأشار المحلل الموريتاني، إلى أن "الجميع ينتظر ما إذا كان بايدن سيخضع إلى إملاءات بعض أعضاء مجلس الشيوخ بالعدول عن اتفاقية الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وهذا أمر ستجازف به إدارة بايدن إن حصل، لأن المغرب بلد كبير وخسارته ستكون خسارة لبوابة على إفريقيا، وبوابة على المغرب العربي، وكذلك لاستفادة من الاقتصاد المغربي، وضرب للعلاقات التاريخية بين البلدين، خصوصا أن المملكة المغربية هي أول من اعترف بالولاياتالمتحدةالأمريكية، مشيرا إلى أن اتفاقيات أبراهام، في الأيام القادمة، ستكون على مظلة وزارة الخارجية الأمريكية، وسنسمع بالكثير من الإشادة والاحتفاظ بها، والعمل على توطيدها من قبل أنتوني بلينكن، وكذلك إدارة بايدن، وهذا هو المتوقع".