بعد أسبوع على وقوع فاجعة مصنع للنسيج بطنجة والتي خلّفت سقوط 28 ضحية بعد أن غمرتهم مياه الأمطار بمرآب تحت أرضي، حيث يستقر المصنع موضوع الواقعة المميتة، يجري التساؤل عن سير البحث في هذا الجانب أمام كثرة القيل والقال والرأي والرأي المضاد. الملك محمد السادس، استفسر قبل أيام في مجلس وزاري بفاس، وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت عن هذا الحادث المأساوي وعن التدابير المتخذة لتفادي تكرار فواجع مماثلة، ما فتح الباب أمام زيارات ميدانية مفاجئة للسلطات بمناطق متفرقة من المملكة لمصانع تتخذ أقبية ومرائب مقرا لها. وتستمر حملة مراقبة المصانع في عدد من مقاطعات العاصمة الإقتصادية للوقوف عند مدى احترامها لشروط السلامة والصحة وتوفرها على تراخيص العمل ومنافذ الإغاثة، خاصة بعد التطويق المفروض في هذا الجانب بسبب كارثة طنجة. شقيق صاحب مصنع فاجعة طنجة، تقاسم في حديثه ل "الأيام 24" تفاصيل جديدة في هذا الخصوص وهو يجدّد تعازيه لأسر الضحايا الذين وصفهم ب "الشهداء" بقوله: "رأيتم كل شيء بأعينكم وليس هناك شيء يمكن إخفاؤه ولا يسعنا إلى الدعاء بالرحمة لمن وافتهم المنية في هذه الواقعة الأليمة". وأكمل تصريحه ونبرة الحزن طاغية على كلامه، وهو يستجمع قواه من أجل إلقاء الضوء الكاشف على الحالة الصحية لشقيقه عادل صاحب المصنع، موضحا أنّ شقيقه تجاوز مرحلة الخطر بعدما استفاق من غيبوبته بسبب وعكته الصحية التي ألزمته الفراش بإحدى المصحات الخاصة بطنجة وأدخلته قسم الإنعاش. وأشار إلى أنّ عائلته بلغها خبر استفاقة شقيقه من الغيبوبة، غير أنهم لم يروه، الأمر الذي يفسح الباب أمام احتمال عدم السماح برؤيته وهو تحت مراقبة أمنية حفاظا على السرية. وتحفّظ عن الرد عن سؤال بعينه يحوم حول وضع شقيقه في قفص الإتهام وتحميله مسؤولية الفاجعة، كما اعتمد أسلوب المراوغة وأنفاسه تكاد تنقطع ونحن نستفسره عن وجود ترخيص من عدمه لتشغيل العمال بمرآب تحت أرضي بقوله: "نتمنى من الله أن يفرّج كربتنا ويفتح أمامنا أبواب الخير"، قبل أن يردف إنّ التزامه بأمور مستعجلة تقف حائلا أمام إتمام الحديث في هذا الشأن.