Reuters قال المتحدث باسم حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية الحاكم في ميانمار إن الجيش "احتجز الزعيمة أونغ سان سوتشي".وأضاف المتحدث باسم الحزب ميو نيونت، في اتصال مع وكالة رويترز إنّ "سوتشي والرئيس وين مينت وقادة آخرين اعتقلوا في الساعات الأولى من الصباح"، متوقعاً اعتقاله أيضاً. وطلب من الشعب "ألّا يرد بتهور وأن يتصرف وفق القانون".وأفاد مراسل بي بي سي في جنوب شرق آسيا بانتشار الجنود في شوارع العاصمة نايبيداو والمدينة الرئيسية يانغون. وقطعت الاتصالات الهاتفية والإنترنت في العاصمة بحسب مكتب بي بي سي.ويأتي هذا عقب توتر بين الحكومة المدنية والجيش على خلفية نتائج الانتخابات الأخيرة، وسط مخاوف من حدوث انقلاب عسكري.وكان حزب "الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية" قد فاز في الانتخابات التي جرت في تشرين الثاني/نوفمبر، لكن الجيش قال إن التصويت كان مزوّراً.وحكم الجيش ميانمار التي تعرف أيضاً باسم بورما حتى عام 2011. وقضت الزعيمة سوتشي سنوات تحت الإقامة الجبرية.وكان من المفترض أن يجتمع المجلس الجديد المنتخب يوم الإثنين للمرة الأولى. لكن الجيش كان يدعو إلى تأجيل الجلسة.وداهم الجنود منازل وزراء في عدة مناطق واقتادوهم، بحسب أفراد من عائلاتهم.وأعلنت قوات ميانمار المسلّحة يوم السبت، عن التزامها بالدستور بعد تصاعد مخاوف من احتمال الإعداد لانقلاب. ماذا جرى خلال الانتخابات؟ فاز حزب الرابطة الوطنية بنسبة 83 في المئة من مقاعد البرلمان، في الانتخابات التي جرت في 8 تشرين الثاني / نوفمبر، والتي نظر إليها كثيرون على أنها استفتاء على حكومة أون سان سوتشي المدنية.وهي الانتخابات الثانية التي تجري منذ انتهاء الحكم العسكري عام 2011.لكن الجيش اعترض على النتائج وقدّم شكاوى لدى المحكمة العليا ضدّ كلّ من الرئيس ورئيس اللجنة الانتخابية.وكانت المخاوف بشأن انقلاب عسكري تصاعدت بعد تهديد الجيش "بالتحرك" ضدّ عملية التزوير المزعومة. ورفضت اللجنة الانتخابية المزاعم بشأن التزوير. من هي أون سان سوتشي؟ ابنة بطل الاستقلال في ميانمار، الجنرال أونغ سان، الذي أغتيل عندما كانت في الثانية من عمرها، وذلك قبيل أن تفوز ميانمار باستقلالها عن المستعمر البريطاني عام 1948.وكان ينظر إلى سوتشي على أنها منارة لحقوق الإنسان، ناشطة دفعتها مبادؤها إلى التخلي عن حريتها لتحدي جنرالات الجيش الذين حكموا ميانمار لعقود.مُنحت أون سان سوتشي عام 1991 جائزة نوبل للسلام وكانت لا تزال قيد الإقامة الجبرية في منزلها، ووصفت بأنها "مثال بارز على قوة من لا حول ولا قوة لهم".وقادت "حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية" إلى فوز كاسح في أول انتخابات تنافسية علنية في ميانمار منذ 25 عاماً.لكن دستور ميانمار منعها من أن تصبح رئيسة لأن ابنيها يحملان جنسية أجنبيّة. لكن تعد سوتشي، البالغة من العمر 75 عاما، الزعيمة الفعلية للبلاد.ومنذ أن تسلمت منصب مستشارة الدولة في ميانمار، تصدّر الحديث عن معاملة أقلية الروهينجا المسلمة في البلاد.عام 2017، هرب مئات الآلاف من الروهينجا إلى بنغلاديش المجاورة بسبب قمع الجيش لهم إثر هجمات دامية على مراكز الشرطة في ولاية راخين.وواجت سوتشي الاتهام من مناصريها السابقين في العالم، بعدم القيام بأي فعل لإيقاف عمليات الاغتصاب والقتل والإبادة الجماعية المحتملة، بسبب رفضها إدانة الجيش والاعتراف بعدد من فظائع الحرب.وحاجج البعض بأنها سياسية براغماتية، تحاول أن تحكم بلدا، فيه خليط من الأعراق، ذا تاريخ معقّد. لكنّ دفاعها الشخصي في محكمة العدل الدولية في لاهاي عام 2019، عن الأفعال التي قام بها الجيش، سرّع في انهيار ما بقي من سمعتها الدوليّة.لكن "السيدة" كما تلقب، لا تزال تحظى بشعبية كبيرة في بلدها بين الغالبية البوذية التي تحمل القليل من الشفقة تجاه الروهينجا.