أثارت توصية اللجنة الألمانية للتلقيح، أمس الخميس، بعدم تطعيم من تتجاوز أعمارهم 65 عاما بلقاح أسترازينيكا، جدلا واسعا، في خضم زيادة تفشي كوفيد-19 في أوروبا والعالم ورصد الولاياتالمتحدة أول إصابات على أراضيها بنسخة الفيروس المتحورة. واختار المغرب تطعيم المواطنين بلقاحين، الأول من سينوفارم الصينية والثاني من أسترازينكا-أوكسفورد البريطاني، حيث انطلقت رسميا حملة التلقيح أمس الخميس. مقابل ذلك، سجل المغرب أول حالة إصابة مؤكدة بالسلالة المتحورة لفيروس كورونا المستجد المكتشفة مؤخرا بالمملكة المتحدة، 18 يناير بميناء طنجة المتوسط لدى مواطن مغربي قادم من ايرلندا على متن باخرة انطلقت من ميناء مرسيليا، وتعول المملكة على اللقاح البريطاني لكبح انتشار الفيروس بسلالتيه. معطيات "غير كافية" تُعلّق الآمال على اللقاحات، لكن توجد تساؤلات حول فعاليتها ضد نسخ كوفيد-19 المتحورة. ويشتبه العلماء في أن النسخ البريطانية والجنوب إفريقية والبرازيلية أكثر عدوى. وأكد مخبرا فايزر وبايونتيك الخميس أن لقاحهما يحافظ على فعاليته ضد النسختين البريطانية والجنوب إفريقية. من ناحيتها، أعلنت شركة موديرنا أن لقاحها فعال ضد النسخة البريطانية، لكنه أقل فعالية ضد النسخة الجنوب إفريقية. أمّا لقاح أسترازينيكا فقد صدرت توصية من الخبراء الألمان بشأنه قبيل إعلان وكالة الأدوية الأوروبية قرارها الجمعة حول ترخيص استعماله في الاتحاد الأوروبي. وقالت اللجنة الألمانية للتلقيح، في وثيقة اطلعت عليها فرانس برس، إنه نظرا لعدم وجود دليل على فعاليته لكبار السن، "يوصى حاليا باستعمال لقاح أسترازينيكا كوفيد-19 فقط للأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 18 و64 عاما". وأضافت اللجنة أن "المعطيات المتوفرة حاليا غير كافية لتقييم فعالية اللقاح لمن يتجاوز سنهم 65 عاما". ردّ أسترازينيكا ورد أسترازينيكا على لسان المتحدث باسمه الذي أكد أن "أحدث التحاليل (...) تؤكد فعالية اللقاح لدى مجموعة تتجاوز 65 عاما". وينتظر وصول لقاح أسترازينيكا إلى الاتحاد الأوروبي لتسريع حملات التلقيح عبر ضخ ملايين الجرعات الإضافية لجرعات لقاحي فايرز-بايونتيك وموديرنا المستعملين في القارة. وفي حال اقتصر التطعيم باللقاح على مَن تقلّ أعمارهم عن 65 عاما، فإن ذلك سيجبر معظم الحكومات الأوروبية وحتى المغرب على إعادة النظر في إستراتيجيتها التي تركّز على التطعيم ذي الأولوية للمسنين.