يبدو أن نزيف الاستقالات مازال مستمرا في حزب العدالة والتنمية، حيث يعيش هذا الأخير على وقع احتقان غير مسبوق بعد التطورات الأخيرة التي همت "تطبيع" العلاقات مع إسرائيل من خلال توقيع سعد الدين العثماني رئيس الحكومة والأمين العام للحزب على الإعلان الثلاثي مع الولاياتالمتحدة وإسرائيل. وأكد عبد العزيز أفتاتي القيادي في حزب العدالة والتنمية، بأن عبد العزيز العماري عمدة مدينة الدارالبيضاء وعضو الأمانة العامة، قدم استقالته من الأمانة العامة للبيجيدي بشكل مكتوب، لكن مؤسسات الحزب لم تبث بعد في القرار، فيما جمد القيادي الإسلامي داخل الحزب المقرئ أبو زيد عضويته، بعد التطورات الأخيرة التي همت بالأساس عودة العلاقات مع إسرائيل، يؤكد المتحدث. وأوضح أفتاتي القيادي في الحزب الذي يقود الحكومة، في تصريح ل"الأيام24″، أن الاستقالات داخل الحزب بعد التطورات الأخيرة لا يمكن أن تضعف الحزب، مبرزا أنه من موقعه وعلى الرغم من عدم رضاه على مجموعة من القرارات خاصة فيما يتعلق بالتطبيع، إلا أنه يفضل أن يدافع عن رأيه ويحاول إقناع الآخرين به خاصة أن لحزب العدالة والتنمية مؤسسات ومبادئ ومرجعية تربت عليها أجيال وتوجب الدفاع عنها. وأضاف المتحدث، أن تدبير المرحلة المقبلة يستدعي من أعضاء الحزب التريث والحفاظ في نفس الوقت على مبادئه التي ترفض التطبيع مع الصهيونية، لافتا إلى أن الحزب وضع في وضعية سيئة، لكن هذا لا يستوجب تقديم الاستقالات. إلى ذلك يأتي تجميد عضوية أبوزيد الذي يعتبر من بين مؤسسي حزب العدالة والتنمية، وأحد كوادر حركة التوحيد الاصلاح، في ظل تهديد مجموعة من القيادات للأمين العام للحزب، بتقديم استقالتهم من الحزب في حال الاستمرار في تكريس العلاقات مع إسرائيل . في ذات السياق، يناقش المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح قرارات من شأنها أن تبعد العثماني ورباح من الحركة، قبيل انعقاد المجلس الوطني للبيجيدي المرتقب السبت المقبل، والذي سيتضمن جدول أعماله التطورات الأخيرة حول عودة العلاقات مع إسرائيل.