قضت المحكمة العسكرية بالبليدة، السبت، ببراءة واحد من أبرز القادة السياسيين في الجزائر، لويزة حنون ئيسة حزب العمال التي لها موقف مميز من قضية الصحراء المغربية، في قضية "التآمر على الدولة"، بعد أشهر فقط من الإفراج عنها حيث كانت محكومة ب15 سنة بمقتضى حكم صدر سنة 2019، لا أحد يمكنه أن ينكر أن لويزة حنون واحدة من أشهر السياسيين في الجزائر الحاضرة، فهي الأمينة العامة لحزب العمال، أشهر حزب سياسي يساري معارض في البلاد، كما أنها تقدمت للإنتخابات الرئاسية و نافست بشكل شكلي عبد العزيز بوتفليقة على قصر المرادية في انتخابات أبريل 2009 ثم بعدها في انتخابات أبريل 2014، كما ظلت صوتا جهوريا قويا إلى درجة أنه تم اعتقالها يوم 5 ماي 2019 بتهمة المساس بسلطة الجيش والمؤامرة ضد سلطة الدولة، قبل أن يطلق سراحها فبراير الماضي، وهي المعروفة بقربها من السعيد شقيق عبد العزيز بوتفليقة. يعرف عن لويزة حنون جرأتها في الكلام، حتى لو كان يسبب لها الكثير من المشاكل مع المؤسسة العسكرية التي تحكم البلاد، ومن بين مواقفها القوية من الصحراء المغربية، حيث دعت في أكثر من مناسبة إلى ضرورة رفع اليد عن جبهة البوليساريو الانفصالية. هذا الموقف عبرت عنه لويزة حنون في أكثر من مرة، كان آخرها بصوت عال و هي تترأس المؤتمر الاستثنائي للحزب العمالي قبل سنوات قليلة، حيث أعلنت معارضتها لخيار استقلال الصحراء و إحداث دويلة في الجنوب المغربي، مدافعة بشكل شرس على مبدأ التكامل بين الدول المغاربية الخمس في إطار وحدة المغرب العربي، ومما قالته : "نرفض تفتيت الوحدة الترابية في أي بلد مغاربي". لم تقف لويزة حنون عند هذا الحد، بل امتدت للتعبير عن موقفها الواضح في إحدى البرامج التلفزيونية في قناة جزائرية وقالت: "… المس بوحدة الدول تدخل في إطار استراتيجيات خارجية، تستهدف المس بالكيانات الدولية وبوحدتها الترابية، و المغرب من أكثر البلدان المغاربية استهدافا بهذه المخططات"، يومها فهم من كلامها أن تعارض سياسة بلدها بخصوص قضية الصحراء، التي تعتبرها الجزائر الرسمية عقيدة سياسية. لويزة حنون يمكن أن نقرأ لها كذلك حوارا مطولا أجرته مع جريدة "العرب" البحرينية، أكدت فيه على نفس المواقف و قالت أنها تعبر عن "موقف عدد كبير من الجزائريين الرافضين لسياسة البلاد الحالية تجاه قضية الصحراء المغربية"، مؤكدة أنها تدافع عن "وحدة التراب المغربي كاملا". وحذرت حنون من مغبة انتشار فكرة الانفصال في دول المغرب العربي بقولها "إذا ما تمكنت جبهة البوليساريو من الانفصال عن المغرب، فالتهديد سيتوجه مباشرة إلى الجزائر لتقسيمها أيضا".