يبدو أن الاجماع النسبي للمغاربة الذي تلا قرار استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل، بدأ يعرف انقسامات جزئية بعد اللقاء الذي جمع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع ورئيس الاتحاد الإسرائيلي للعبة أورين حسون ونائبه آفي ليفي عن بعد، ناقش الطرفان فيه تكوين فرق عمل مشتركة.
واستغرب الشارع الرياضي المغربي من إقدام الجامعة على هذه الخطوة، بعد 3 أسابيع فقط على إعلان المغرب استئناف علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، تلتها توقيع اتفاقيات اقتصادية في قطاعات النقل والسياحة والصناعة والتجارة، بيد أن "التطبيع" الرياضي، الذي وصفه نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي ب"المتسرع" وغير "المفهوم"، طرح عدة تساؤلات بشأن أهدافه، وما سيجنبه المغرب منه.
واعتبرت شريحة واسعة من جماهير كرة القدم في المملكة، من خلال منشورات وتعليقات على موقع "فيسبوك"، أن هذه الخطوة جاءت بشكل سريع وفي غير محلها، معتبرة أنه كان بإمكان جامعة الكرة أن تتفادى هذا الجدل بتأجيل الإعلان عنها حتى يستكمل المغرب الاستئناف الكامل للعلاقات مع إسرائيل.
كلمات لقجع في افتتاح اللقاء أثارت جدلا واسعا أيضا في "السوشيل ميديا"، حيث افتتح حديثه بالقول :" هذه المحادثة كنا ننتظرها منذ سنوات عديدة"، مضيفا :" أود أن أدعوكم إلى المغرب للتفكير معا و العمل بيننا وبالطبع تنسيق المباريات بين فرقنا"، بينما كان رئيس الاتحاد الإسرائيلي صريحا، وهو يعرف أن حسابات الربح لجهازه أكبر بكثير مما سيربحه المغرب من هذه الخطوة، قائلا :" لدينا الكثير لنتعلمه منك وأعدك بذلك. كما نشكرك على دعوتك للمجيء إلى المغرب ونرغب في استضافتك وممثلي الجمعية في إسرائيل".
واتفق الطرفان على إجراء مقابلات ودية لكن دون تحديد التفاصيل، من قبيل الموعد والمكان.
ويذكر أن الاجتماع تم بتنسيق من وليا بن شتريت، إسرائيلية من أصول مغربية، رائدة الأعمال في المغرب. وسبق للاتحاد الإماراتي لكرة القدم أن وقع اتفاقية تعاون مع نظيره الإسرائيلي في دبي، مباشرة بعد إعلان الإمارات تطبيع علاقاتها مع إسرائيل.
وتشمل اتفاقية التعاون إقامة مباريات ودية للمنتخبات الوطنية كافة والأندية، وورش عمل مشتركة لعناصر الاتحادين الفنية والإدارية، فضلا عن طرح مبادرات تطويرية تسهم في دعم مسيرة اللعبة في البلدين.