أثار استئناف المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل قلق العديد من الدول العالمية، خصوصا أنه تزامن مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف الولاياتالمتحدة بمغربية الصحراء. هذا القرار التاريخي غير حسابات عديدة في خارطة العلاقات الدولية، ودفع مجموعة من الدول لإعادة التفكير في أولوياتها ومصالحها. دول سارعت لتثمين الخطوة المغربية الامريكية الإسرائيلية نحو السلام، ودعمت جهود الملك محمد السادس، ودول قررت تسخير كل الوسائل المباحة وغير المباحة لمهاجمة المملكة والضغط عليها ومحاصرتها، ومن بين هذه الدول إيران التي قام المغرب بقطع علاقاته الدبلوماسية معها، سنة 2018 بعد تورطها في تدعيم جبهة البوليساريو الانفصالية من أجل إشعال فتيل الصراع في الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وكشفت صحيفة "جيروزالم بوست" أن إيران مستعدة لزيادة دعمها للبوليساريو في مسعى لتقويض وحدة أراضي المملكة، وإشعال فتيل الحرب في الصحراء المغربية.
وقرر المغرب قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران، إذ طلب من سفيرها مغادرة الرباط، واستدعى سفيره من طهران، في خطوة كانت كلمة السر فيها هي الصحراء، حيث أعلن وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة حينها أن الجمهورية الإيرانية تقدم دعما "ماليا ولوجيستيا" لجبهة البوليساريو الانفصالية عن طريق "حزب الله" اللبناني الذي يوفر أيضا تدريبات عسكرية للانفصالين.
وسبق للمغرب أن قدم وثائق للحكومة الإيرانية تثبت أن طهران تقوم بتسليح وتدريب البوليساريو بمساعدة "حزب الله" اللبناني، وشملت الأسلحة التي تم توفيرها صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف مثل SAM-9 و SAM-11. ونتيجة لذلك، قطع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إيران.
واتضح أن الإيرانيين كانوا يستخدمون سفارتهم في الجزائر كقناة لجبهة البوليساريو، مما دفع وزير الخارجية ناصر بوريطة، للقول إن العلاقات المقطوعة مع إيران ستظل على حالها لحين إثبات طهران عكس ما هو واضح من دعم لانفصاليين، ومساس بأمن المغرب.