توفي، صباح اليوم الأحد المحجوبي أحرضان، مؤسس حزب "الحركة الشعبية"، عن عمر يناهز 100 سنة، بعد معاناة مع المرض. وكان المرحوم معروفا بشجاعته وحزمه، النابعة من مساره الحافل بمحطات حكومية وسياسية كبرى، حيث يروي الاستاذ عبد الهادي بوطالب، مستشار الملك الحسن الثاني ووزيره لعدة مرات وأستاذه في المعهد المولوي، أنه خلال احدى المجالس الحكومية مطلع الثمانينات من القرن الماضي، وبينما كانت هجومات البوليساريو تشتد في الصحراء تدخل المحجوبي أحرضان الذي كان حينها كاتب دولة مكلف بالتعاون الدولي وقال"عطيوني كتيبة ديال العسكر ونهنيكم من هاد المشكل".
قبل أن ينفض الاجتماع بلغ الخبر الحسن الثاني ودخل على أعضاء حكومته وتوجه لأحرضان قائلا :"واش نت بوحدك اللي وطني فهاد البلاد راه حنا كلنا وطنيين ولكن ماشي بهاد الطريقة".
يضيف بوطالب:" توقف الأمر عند هاد الحد مؤقتا قبل ما يجبد أحرضان على راسو النحل عاوتاني ملي قال فحوار مع جريدة "الباييس" الاسبانية ما معناه أن:"العقد اللي بينا وبين الملك هو عقد البيعة وخاص كل طرف يحترم هاد العقد".
قبل ذلك، كان المرحوم أحرضان قد استدعى الشاعر والرئيس السنغالي السابق ليوبول سيدار سينكور للرباط ليشارك فالجمع العام التأسيسي لجمعية "أكراو أمازيغ"، بيد أن الملك الحسن الثاني لم يعجبه الأمر لأن الاستدعاء تم بدون إخباره، فقام الملك الرحال بمنع تأسيس هذه الجمعية، وطرد المحجوبي أحرضان بطريقة غير مباشرة من حزب"الحركة الشعبية" الذي كات يترأسه، ونظم مؤتمر استثنائي للحزب سنة 1986 أقيل خلاله أحرضان وانتخبت لجنة من 8 أمناء عامين استقلوا طائرة باتجاه مراكش ليستقبلهم الحسن الثاني ويقرر تعيين امحند العنصر أمينا عاما جديدا للحزب.
وكشفت مصادر مقربة أنه مباشرة بعد ذلك، رحل أحرضان إلى ولماس وخاض صراعات عديدة قبل أن تتدخل وساطات خارجية ليعفو عنه الملك الحسن الثاني.