بعد إستماع أعضاء مجلس الأمن الدولي للتقرير المفصل الذي قدمه وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لحفظ السلام هيرفيه لادسو، والذي إستعرض من خلاله أخر تطورات قضية الكركرات، في إطار الجلسة الطارئة التي عقدها مجلس الأمن لمناقشة ما تصفه جبهة البوليساريو، ب"التصعيد العسكري"، تعيش المنطقة قرب الحدود المغربية الموريتانية. واستنادا لما أوردته تقارير صحفية "الصحراء زووم"، فإن المسؤول الأممي، أكد القوات العسكرية للمغرب و للبوليساريو لازالت ترابط على مقربة من بعض، ولازالت تتمركز القوتين على بعد مسافة 120 متر. مشيرا إلى أن الجبهة قد قدمت شكوى رسمية للأمم المتحدة تتهم من خلالها المغرب بخرق البند رقم 1 من إتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين طرفي النزاع، وذلك عقب تحليق طائرة تابعة للقوات المسلحة الملكية فوق المنطقة. في ذات السياق أشار التقرير إلى أن المملكة المغربية أكملت لحدود اللحظة 2.5 كلم من الطريق. وترفض بشكل قاطع تشييد مركز دائم لبعثة المينورسو بالمنطقة، حسب الرد الرسمي الذي توصلت به الممثلة الخاصة للأمين العام كيم بولدوك. تجدر الإشارة إلى أن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة سجل بأسف شديد عدم إحراز أي تقدم سياسي بخصوص المقترحات التي قدمت للطرفين والمتمثلة في وقف بناء الطريق وسحب القوات العسكرية. وكانت تقارير صحفية أكدت أن التحرك المغربي بمنطقة الكركارات، الذي أثار تحرك الأممالمتحدة والقوى الدولية الكبرى، جاء لإفشال مخطط سري وضعته الجزائر بتعاون مع جبهة البوليساريو، لنقل كتائب عسكرية وإنشاء إدارات تابعة للجبهة الانفصالية جنوب الجدار العازل. وأوضح عبد الرحمان مكاوي، الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، أن العملية التمشيطية التي نفذها المغرب بمنطقة الكركارات، جاءت لإفشال مخطط كان يروم نقل بعض كتائب انفصاليي البوليساريو إلى المنطقة واعتبارها محررة كبئر الحلو وتفاريتي. وأكد المصدر ذاته أن المخطط الجزائري الذي تم إفشاله كان يروم محاصرة المغرب من الجنوب، من خلال اعتبار كل المناطق الواقعة جنوب الجدار الرملي مناطق محررة، وبالتالي كان سيتم تشييد قواعد عسكرية وإدارات فوقها بدعم وتمويل خارجي خاصة من جنوب إفريقيا وفنزويلا اللتين تدعمان أطرحة الجبهة الانفصالية، موضحا أن مخطط الجزائر وجبهة البوليزاريو، الذي فطن إليه المغرب، كان يقوم على استغلال كل الجيوب جنوب الجدار باعتبارها مناطق محررة. وأشار المصدر ذاته إلى أن البوليساريو وخلفها الجزائر كانت تخطط لاستغلال جميع الجيوب الواقعة جنوب الجدار العازل وإعلانها مناطق محررة. موضحا أن المغرب انتبه إلى هذا المخطط وأخبر الأممالمتحدة بطريقة سرية عدة مرات، إلى جانب موريتانيا الدولة المجاورة والقوى الكبرى داخل مجلس الأمن كالولايات المتحدةالأمريكية وروسيا والصين، وأخذ الضوء الأخضر من الأممالمتحدة للقيام بالعملية الشرطية والجمركية التي قام بها بمنطقة الكركارات.