بعدما حرّكت الفنانة لطيفة رأفت المياه الراكدة في بحيرة دعم الفنانين المغاربة في زمن الجائحة، خرج الفنان الشعبي سعيد الصنهاجي عن صمته في فيديو موثق بالصوت والصورة بعد الضجة التي أثيرت في هذا الخصوص بقوله: "طيلة مساري المهني الطويل، لم أستفد قط من الدعم وإن تكلمت عنه فلن أتردد في الضحك على نفسي، فلا حاجة لي به وليس لدي ما أفعل به". صاحب الأغنية الشهيرة "عايشة"، أوضح أنه اختار الهروب للبحث عن رزق آخر وحياة جديدة وهو يضع الأصبع على مآل الأغنية الشعبية ويتساءل في الوقت ذاته عن هوية الفنانين المستفيدين من الدعم. ووجّه عبارات حادّة لمسؤولين بوزارة الثقافة، تحمل الكثير من الدلالات في إشارة منه إلى أنّه يتعفّف عن مدّ اليد وأخذ الدعم من الوزارة بقوله بكلمات عامية: "اللّي عطاني شي حاجة من هاد الوزارة يخلّيها عندو.. ما عندي ماندير بفلوسكم وخّا يكتبو السميّة ديالي نمحيها ونقطّع الشيك". وذرَف الدموع وهو يزيح النقاب عن الوضعية المزرية التي يتخبط فيها من وصفهم ب "فنانين كبار" أثروا الخزانة الفنية، غير أنهم وجدوا أنفسهم على حافة الهاوية، قبل أن يوجه إلى وزير الثقافة عثمان الفردوس، عبارات قوية تنطوي على لغة العتاب: "حرام عليك أ السيد الوزير، فنانين كيموتوا". ودعا إلى التدقيق في اللائحة التي تتضمن أسماء وهويات الفنانين المستفيدين من الدعم في إحالة منه على استفادة فنانين أغنياء من "الوزيعة" وهو يتحسر على تهميش الفنانين الفقراء وإقصائهم بعدم تمكينهم من حق مشروع. وأضاء الصنهاجي تجربته الطويلة في الميدان الفني منذ أربعين سنة وما رافقها من مثابرة وتضحيات وتنقلات وأسفار داخل المغرب وخارجه من أجل غرس الفرحة في قلوب محبي الأغنية الشعبية ومقاسمة لحظات ماتعة معهم عبر جولات فنية بدول متفرقة. وأفصح مردفا إنه يزرع الفرحة وينثرها ليس بصفته عسكري يحمل سلاحه وإنما باعتباره فنانا يحمل رسالة هادفة ويقدّم أعمالا فنية تساهم في إثراء مساره الفني إلى جانب إحياء مجموعة من الحفلات والأعراس التي ينشر فيها البهجة والفرح.