يعد الباراسيتامول أحد أكثر المسكنات شيوعًا في العالم، ووجد العلماء إنه لا يخفف الصداع والحمى فحسب، بل يؤثر على الدماغ أيضا. وكشفت النتائج الأولية للاختبارات الأمريكية، إن الباراسيتامول يعزز السلوك العدواني ويضعف الوظائف المعرفية. بالإضافة إلى ذلك، العقاقير المخفضة للكوليسترول لها تأثير مماثل. الوظائف المعرفية والباراسيتامول وأجرى علماء من جامعة ولاية أوهايو الأمريكية تجربة شارك فيها 500 متطوع. وأُعطي البعض منهم عقار اسيتامينوفين (الاسم الأمريكي للباراسيتامول)، وأعطي البعض الآخر دواءً وهميًا وطُلب منهم نفخ البالونات مقابل المال. واعتمد مقدار المكافأة المالية على حجم الكرة الناتجة. وتمكنت المجموعة التي تناولت الدواء الوهمي من إنجاز المهمة بطريقة أفضل بكثير من المجموعة الثانية فقد كانوا يعلمون متى يتوقفون عن النفخ كي لا ينفجر البالون. ووفقًا لبحث العلماء الكنديين، يمكن أن يؤثر الباراسيتامول سلبًا على الوظائف الإدراكية. وكشفت تجربتهم، أن المتطوعين الذين تلقوا الدواء كانوا أبطأ في الإجابة عن الأسئلة وأكثر عرضة لارتكاب الأخطاء من أولئك الذين تلقوا العلاج الوهمي. لكن هذا التأثير لم يدم طويلاً فقط بضع ساعات. تأثير الباراسيتامول على التعاطف والشعور بالخطر ودرس الباحثون أيضا مقدار شعور المشاركين بالخطر، ولوحظ أن المشاركين الذين تناولوا الباراسيتامول كانوا يعربون عن استعدادهم للمخاطرة وركوب سيارة بسرعة عالية دون ارتداء حزام الأمان، مثلا. وبين العلماء، أن هذا الدواء يخفف من مشاعر القلق عند مواجهة خطر ما. كما أوضحوا، أن هناك عواقب سلبية على المجتمعات التي تسمح بتناول الباراسيتامول دون وصفة طبية. كما وجد الباحثون الأمريكيون، إن عقار الأسيتامينوفين يضعف أيضًا القدرة على التعاطف مع الآخرين. وفسرت هذه النتيجة بأن المناطق في الدماغ التي تستجيب للألم هي نفس المناطق التي تمنح القدرة على التعاطف لهذا فإن إضعاف الشعور بالألم يؤثر أيضا على مستوى التعاطف مع الآخرين. ولا تزال الآلية الكيميائية العصبية لعمل عقار الاسيتامينوفين غير معروفة. تأثير الستاتين وهناك دواء آخر يؤثر على العدوانية وهو الستاتين، الذي يخفض مستويات الكوليسترول في الجسم وبالتالي يقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. من جهة أخرى قال العلماء الكنديون، أن تأثير الستاتينات على سلوك المريض مبالغ فيه إلى حد كبير. ولا توجد أدلة كافية على أن هذه الأدوية تسبب فقدان الذاكرة واضطراب النوم والعدوانية. وهناك عدد أكبر بكثير من الأشخاص الذين نجوا من نوبة قلبية وسكتة دماغية بفضلهم مقارنة بأولئك الذين عانوا من آثار جانبية.