بعد ستة أيام من نشر جريدة "الأيام" لحوار مع الأمين العام لحزب "التقدم و الاشتراكية" نبيل بنعبد الله، انتشر جوابه على سؤال حول حزب "الأصالة و المعاصرة" كالنار في الهشيم في عشرات المواقع الالكترونية. وقال لنا نبيل بنعبد الله ردا على سؤال: "هل ستشاركون في حكومة يقودها الأصالة و المعاصرة؟" (قال): "نحن نتمنى أن لا نصل إلى هذه الحالة، أقولها بصدق، فكيف يمكن أن نفسر للناس أن التقدم و الاشتراكية الذي تخندق في الكتلة تم اعتبر أن هناك انحرافات ومحاولات للضرب في استقلالية القرار السياسي للكتلة، فلما رأينا أنفسنا مجبرين على مواجهة التحكم و أقرب حلفائنا ترددوا في ذلك ووجدوا في مواقع أخرى، فكيف يمكن أن نتحالف غدا مع البام. مشكلتنا ليس مع الأصالة و المعاصرة كحزب بل مشكلتنا مع من يوجد وراءه وهو بالضبط من يجسد التحكم". وعندما سألته "الأيام" عن من يوجد ورائه، قال: "من أسسه.. الأمور واضحة". وبعد 6 أيام من الحوار -الذي نشر الخميس الماضي- قال بلاغ للديوان الملكي، أن "هذه التصريحات ليست إلاّ وسيلة للتضليل السياسي في فترة انتخابية تقتضي الإحجام عن إطلاق تصريحات لا أساس لها من الصحّة". و أضاف البلاغ: "هذه الفترة الانتخابية تقتضي الإحجام عن إطلاق تصريحات لا أساس لها من الصحة، واستعمال مفاهيم تسيء إلى سمعة الوطن وتمس بحرمة ومصداقية المؤسسات، في محاولة لكسب أصوات وتعاطف الناخبين". واعتبر الديوان الملكي، أيضا، أن تصريحات نبيل بنعبد الله "تتنافى مع مقتضيات الدستور والقوانين التي تؤطر العلاقة بين المؤسّسة الملكية وجميع المؤسسات والهيئات الوطنية، بما فيها الأحزاب السياسية". واسترسل: "إذ يصدر الديوان الملكي هذا البلاغ التوضيحي، يحرص على رفع أي لبس تجاه هذه التصريحات، لما تحمله من أهمية وخطورة، لا يسما أنها صادرة عن عضو في الحكومة، وأن الشخص المقصود هو مستشار للملك حاليا، ولم تعد تربطه أي علاقة بالعمل الحزبيّ". "يؤكّد الديوان الملكيّ أن مستشاري الملك لا يتصرفون إلاّ في إطار مهامهم، وبتعليمات سامية محددة وصريحة من الملك محمّد السادس. وهذه القضية لا تخصّ إلاّ صاحب التصريحات، وليست لها أي علاقة بحزب التقدّم والاشتراكيّة المشهود له بدوره النضاليّ والتاريخيّ، وبمساهمته البناءة في المسار السياسي والمؤسسي الوطنيّ"، تورد الوثيقة الصادرة من وسط القصر الملكيّ. إلا أن الذي اغفل في الموضوع أن موقع "الايام 24" التابع لأسبوعية "الأيام" نشر يوم صدور الحوار تدقيقا لما جاء في حوار الوزير نبيل بنعبد الله، جاء فيه: ورد خطأ غير مقصود في حوار نبيل بنعبد الله عند قوله: "مشكلتنا ليست مع الأصالة و المعاصرة كحزب، بل مشكلتنا مع من يوجد وراءه ومع من أسسه، وهو بالضبط من يجسد التحكم"، وأضاف الموقع: "الصحيح، أن الأمر يتعلق بفكرة التأسيس و المؤسسين و ليس عبارة 'المؤسس'كما أوردت الجريدة".