شرع حجاج بيت الله الحرام فى رمى الجمرات الثلاث فى أول أيام التشريق الثلاث مواصلين مناسك الحج. وكان الحجاج قد عادوا أمس الى منى بعد الوقوف بعرفات والمبيت فى مزدلفة ورموا جمرة العقبة، اتباعا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم . ويأتي رمي الجمار تذكيرا بعداوة الشيطان الذي اعترض لنبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل في هذه الأماكن، فيعرفون بذلك عداوته ويحذرون منه.
وأيام التشريق، ثلاثة في العدد يقضيها حجاج بيت الله الحرام على صعيد منى ابتداء من اليوم بعد أن باتوا فيها الليلة الماضية استعدادا لرمي الجمار الثلاث, أو يقضون يومين لمن أراد التعجل، مصداقا لقوله تعالى "واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون".
فالحاج يبدأ من اليوم رمي الجمرات الثلاث بدءا من الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى بسبع حصيات لكل جمرة, يكبر مع كل حصاة، ويدعو بما شاء بعد الصغرى والوسطى مستقبلا القبلة رافعا يديه، ويتجنب مزاحمة ومضايقة إخوانه المسلمين.
وإذا رمى الحاج الجمار يوم غد "ثاني أيام التشريق" كما فعل في اليوم الأول أباح الله عز وجل الانصراف من منى إذا كان متعجلا وهذا يسمى النفر الأول، وبذلك يسقط عنه المبيت ورمي اليوم الأخير بشرط أن يخرج من منى قبل غروب الشمس وإلا لزمه البقاء لليوم الثالث.
وفي اليوم الثالث من أيام التشريق الذي يوافق يوم الخميس يرمي الحاج كذلك الجمرات الثلاث كما فعل في اليومين السابقين, ثم يغادر منى إلى مكة ويطوف حول البيت العتيق للوداع ليكون آخر عهده بالبيت امتثالا لأمره صلى الله عليه وسلم الذي قال "لا ينفرن أحدكم حتى يكون آخر عهده بالبيت "، وفي ترك طواف الوداع دم لأنه واجب، ولا يعفى منه إلا الحائض والنفساء ثم الرحيل من مكة.