في ظل ارتفاع منحى الإصابات الجديدة بفيروس "كورونا" خاصة في جهة الدارالبيضاء التي سجلت الأحد لوحدها 948 حالة إصابة جديدة، ذكر بلاغ للحكومة، أنه بناء على خلاصات عمليات التتبع اليومي والتقييم المنتظم المنجزة من طرف لجان اليقظة والتتبع، وعلى إثر تزايد البؤر الوبائية بعمالة الدارالبيضاء، وبالنظر لما تقتضيه الضرورة الصحية الملحة، فقد قررت الحكومة، ابتداء من يوم غد الإثنين على الساعة الثانية عشر زوالا، اتخاذ مجموعة من التدابير لتطويق رقعة انتشار فيروس كورونا المستجد بتراب عمالة الدارالبيضاء، وذلك وفق عدد من المحددات. وأوضح البلاغ أن هذه المحددات تهم، إغلاق جميع منافذ عمالة الدارالبيضاء، وإخضاع التنقل من وإليها لرخصة استثنائية للتنقل مسلمة من طرف السلطات المحلية، وإغلاق جميع المؤسسات التعليمية، من ابتدائي وإعدادي وثانوي وجامعي، واعتماد صيغة التعليم عن بعد، ابتداء من يوم الاثنين 7 شتنبر الجاري، وإغلاق أسواق القرب على الساعة الثالثة زولا. كما تهم إغلاق المقاهي والمحلات التجارية على الساعة الثامنة مساء، والمطاعم على الساعة التاسعة ليلا، وإقرار حظر التنقل الليلي بجميع أرجاء تراب العمالة، من الساعة العاشرة ليلا إلى الساعة الخامسة صباحا، مع السماح بالتنقل للأطر الصحية والأمنية، والعاملين بالقطاعات الحيوية والحساسة، وقطاع نقل السلع والبضائع، شريطة توفرهم على ما يثبت عملهم الليلي. وجدد بلاغ الحكومة التأكيد على أنه سيستمر العمل بهذه التدابير طيلة أربعة عشر يوما المقبلة، مع إخضاع الوضعية الوبائية بالمدينة لتقييم دقيق ومستمر لاتخاذ القرار المناسب بشأنها. وأهابت الحكومة بالمواطنات والمواطنين التقيد الصارم بتوجيهات السلطات العمومية وبالتدابير والإجراءات الاحترازية المعلن عنها، لاسيما إجبارية ارتداء الكمامات الواقية، والتزام قواعد النظافة العامة واحترام التباعد الجسدي في الأماكن العمومية. وسجل المغرب رقما قياسيا في عدد الإصابات بوباء كوفيد-19 بلغ 2234 حالة جديدة في الساعات الاربع وعشرين الماضية، وفق ما أفادت وزارة الصحة في آخر حصيلة رسمية مساء الأحد. وارتفع مجموع الإصابات بالوباء في المملكة منذ مارس إلى 72 ألفا و394، بينما تماثل 55 ألفا و274 مصابا للشفاء. وارتفعت حصيلة الوفيات إلى 1361 بعد تسجيل 32 وفاة جديدة خلال الساعات الاربع وعشرين الماضية. وشهدت المملكة منحى تصاعديا في وتيرة انتشار وباء كوفيد-19 بحصيلة تفوق ألف إصابة جديدة يوميا منذ مطلع غشت، ما أثار انتقادات لكيفية التعامل مع الأزمة الصحية وظروف التكفل بالمرضى والتراخي في احترام الإجراءات الوقائية. وشددت السلطات في الأسابيع الأخيرة الإجراءات الاحترازية للتصدي للوباء بمنع التنقل من عدة مدن واليها، آخرها مدينتا خنيفرة ومريرت (وسط) التي يبدأ منع التنقل منها وإليها الأحد وفق ما أعلنت السلطات المحلية. كما عززت الإجراءات الاحترازية بإغلاق الأحياء الأكثر تضررا داخل هذه المدن، وإغلاق عدة شواطئ خلال الأسابيع الماضية. وكان الملك محمد السادس أعرب في 20 غشت عن قلقه إزاء ارتفاع الإصابات والوفيات جراء الوباء، محذرا من العودة إلى فرض حجر صحي "ستكون له انعكاسات قاسية" على اقتصاد البلاد.