الأداء الجيد الذي يبصم عليه العديد من اللاعبين الدوليين المغاربة في مختلف الدوريات الاوروبية جعل كبار أندية القارة العجوز تصوب في الآونة الأخيرة بوصلتها نحوهم وتتهافت لخطب ودهم، سيما وأن أسهمهم طفت الى السطح في سوق الانتقالات الدولية، حيث المفاوضات بين وكلاء اللاعبين و الأندية المهتمة بخدماتهم غالبا ما تلفها السرية التامة . و يبدو أن الصراع و التنافس الخفي الذي اشتعل بين الأندية الاوربية لضم الدوليين المغاربة يعود لعدة اعتبارات في مقدمتها ،الموهبة الذي يتمتع بها الجيل الجديد من اللاعبين المغاربة ،و تكوينهم الاكاديمي ، و بلوغهم مرحلة النضج التكتيكي ، وسرعة تأقلمهم مع الأجواء الأوروبية ،و التطور الكبير في مستواهم وهو ما قد يزيد من قيمتهم السوقية في القادم من السنوات و ليتربعون على كرسي الصدارة عربيا و افريقيا. فأولى الصفقات التي شهدها سوق الانتقالات الدولية تمثلت في انضمام الدولي المغربي حكيم زياش ( 26 سنة ) إلى صفوف نادي تشليسي الانجليزي قادما من أجاكس امستردام الهولندي ،في صفقة وصلت قيمتها إلى 45 مليون يورو وفقا لتقارير إعلامية انجليزية ،و التي أبرزت أن الأرقام التي حققها صاحب اليسرى الساحرة تتحدث عنه ،حيث لعب هذا الموسم مع أجاكس 32 مباراة في جميع المسابقات، سجل 8 أهداف وصنع 21 أخرى. تهافت الأندية الأوروبية الكبرى على المواهب المغربية الصاعدة في سماء كرة القدم العالمية تجلى أيضا في الصراع الذي دار بين فريق دورتموند الالماني و انتر ميلانو الايطالي حول مدافع المنتخب المغربي الشاب أشرف حكيمي الذي يعد حاليا من أفضل الأظهرة في العالم ، و حسمه (النيراتزوري) في مستهل يوليوز الماضي بصفقة بلغت بحسب وسائل الاعلام المتخصصة 45 مليون يورو، وبعقد يمتد حتى صيف 2025، ليبدأ صاحب 21 ربيعا رحلة جديدة من التطور مع فريق الأفاعي تحت قيادة المدرب القيدوم أنطونيو كونتي. السيناريو ذاته استهدف متوسط ميدان "الأسود" الموهوب سفيان أمرابط ،وكان طرفاه ناديا نابولي و فيورنتينا ، الذي أعلن أواخر يناير الماضي ، تعاقده رسميا مع الدولي المغربي قادما من هيلاس فيرونا مقابل 18 مليون يورو ، بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من الانضمام لصفوف نابولي، لولا الاختلاف على الشروط الشخصية للعقد. و يراهن فيورنتينا على الوافد الجديد لتقديم الإضافة المرجوة، عقب اختياره أفضل لاعب في هيلاس فيرونا عن الموسم المنقضي كما تم اختياره ضمن التشكيلة المثالية للدوري الإيطالي، في حين وضعته صحيفة "لاغازيتا ديلو سبورت" في المركز الثامن لأفضل لاعبي الكالتشيو. تغيير الأجواء لربح المزيد من مساحات التألق ،كان سببا في انتقال المدافع الدولي المغربي المخضرم ( 31 سنة ) زهير فضال لنادي سبورتينغ لشبونة البرتغالي قادما من ريال بيتيس الإسباني، بموجب عقد يمتد إلى موسمين مع إمكانية التجديد مقابل 7ر2 مليون يورو، علما أن النادي البرتغالي أبدى رغبته في التعاقد مع فضال ، المدافع الهداف ،بعد المستويات الرائعة التي قدمها في الليغا الإسبانية مع كل من إسبانيول، ليفانتي، ديبورتيفو ألافيس، قبل الإنتقال لريال بتيس، وكذا خوضه لتجربة احترافية ناجحة في إيطاليا مع بارما، باليرمو و سيينا. و إذا كان عدد من اللاعبين قد حسموا وجهتهم بالنسبة للموسم المقبل ، فإن مستقبل البعض ممن بصموا مؤخرا على أداء جيد جدا تلفه السرية التامة ،و في مقدمتهم الحارس الاول للمنتخب الوطني المغربي ياسين بونو ،الذي ارتفعت أسهمه بشكل ملفت في بورصة قيم اللاعبين بعد أن قاد فريقه اشبيلية الاسباني ،و بأداء خرافي ، للظفر بلقب منافسة الأوروليغ على حساب انتر ميلانو الايطالي . و في هذا الصدد ، كشفت وسائل الإعلام الهولندية مؤخرا أن نادي "بي اس في ايندهوفن" مهتم بخدمات بونو، الذي تنتهي إعارته لإشبيلية مع نهاية الموسم الحالي حيث لا يزال يربطه عقد رسمي بفريق خيرونا، مؤكدة أن إدارة خيرونا توصلت مجددا من "بي اس في ايندهوفن"، بعرض للتعاقد مع ياسين بونو بمبلغ 2ر2 مليون أورو بعد محاولة ضمه خلال الميركاتو الشتوي. لكن آخر الأخبار تفيد بأن فريق اشبيلية لن يفرط في حارس عرينه و يسعى قدما نحو شراء عقده ، نظير ما قدمه من عروض مبهرة ساعدت الفريق الأندلسي على الظفر بلقب "الاورو ليغ "، إذ بحسب صحيفة "ماركا"،الواسعة الانتشار ، فإن النادي المتوج أوروبيا عاقد العزم على ضم صاحب ال29 سنة بصفة نهائية ، وهو ما سيكلفه مبلغ 4 ملايين يورو، بناء على البنود التي يتضمنها عقد إعارة بونو إلى إشبيلية من جيرونا في الصيف الفارط. من جهة أخرى ، ذكرت الصحف التركية بأن الدولي المغربي منير المحمدي، حارس نادي مالقة الإسباني بات قريبا من تعزيز فريق بيشكتاش ،الذي يتطلع لحسم ملف الحارس الثاني لاسود الاطلس ،مقابل مليون أورو ونصف، مستغلا الأزمة المالية التي ضربت فريقه الإسباني مالقا،والتي جعلته يعجل بفك الإرتباط بكافة لاعبيه الأجانب، بمن فيهم الثنائي المغربي الآخر بدر بولهرود وهشام بوسفيان. و ذكرت ذات المصادر بأن منير المحمدي بات مرشحا لحط الرحال في تركيا،وذلك في تجربة جديدة،للحارس المغربي المتألق الذي ترك بصمته واضحة في الدرجة الثانية الإسبانية، رفقة مالقا وقبلها مع نومانسيا ،وتوج بجائزة زامورا كأفضل حارس في بطولة الدرجة الثانية لموسم 2019-2020. قدرة اللاعب المغربي على التوجه و تقديم القيمة المضافة ميزة أثارت اهتمام الأندية الأوروبية و جعلتها تلاحق المواهب الشابة ،إذ في هذا الصدد أكدت صحيفتا (موندو ديبورتيفو) و(دياريو إشبيلية) أن الظهير الأيسر المغربي حمزة منديل لاعب فريق شالكه الألماني، أصبح على رادار فريق ريال بتيس الإسباني الذي يسعى للتعاقد معه، وإشراكه ليظهر في الموسم المقبل من منافسات الليغا. و كشفت المصادر ذاتها أن الفريق الأندلسي يأمل في إقناع مسؤولي الفريق الألماني بالتخلي عن خدمات صاحب ال22 سنة الذي لعب الموسم الماضي معارا في الدوري الفرنسي في صفوف ديجون، إذ يسعى الإسبان لشراء عقد اللاعب بشكل نهائي أو التعاقد معه على سبيل الإعارة . وبالرغم من التأثير السلبي الذي خلفته أزمة جائحة كورونا على القيمة المالية للاعبين، وهو نفس الشيء الذي طال اللاعبين الدوليين المغاربة، حيث تناقصت قيمتهم بنسب تتراوح بين 6ر47 في المائة و 5ر4 في المائة منذ تعليق المنافسات الكروية، فلا زال الدوليون المغاربة يشعلون سوق الانتقالات التي ستغلق في أكتوبر المقبل ،حيث ستكشف الأيام المقبلة عن صفقات انتقال جديدة تلفها حاليا السرية التامة و الأمر يتعلق هنا على سبيل المثال لا الحصر بوجهة الدوليين نصير المزرواي المدافع الشاب لنادي اجاكس امستردام ( 12 مليون يورو ) و سليم أملاح متوسط ميدان نادي ستاندار دو لييج البلجيكي ( 5 ملايين يورو) و غيرهم من المواهب الشابة التي تشق بصمت طريقها نحو النجومية .