حينما تحدث الملك محمد السادس في خطابه أمام مجلس التعاون الخليجي عن مؤامرات التقسيم التي تقودها الولايات المتحدةالأمريكية، وقال إن التقسيم يزحف من الشرق إلى الغرب، وإن خطره يهدد الوحدة الترابية للمغرب، وهو ما يقصد بالضبط الصحراء المغربية، عاد عدد من العارفين بأسرار أمريكا إلى ما حدث في الكونغرس الأمريكي قبل سنوات وإلى الداهية هنري لويس، ذلك الأمريكي الذي لم يخف عداءه للعرب والمسلمين، والذي خط أكبر مشروع تقسيم للعالم العربي و الإسلامي. تبدأ خطة "برنارد لويس" من خلاصته في دراسة العرب والمسلمين، إحداها تعتبر أن تخلف العرب المسلمين يعود إلى الدين الإسلامي، ويقول بلا هوادة إن تخلف العرب والمسلمين يعود إلى توقف الاجتهاد الديني مع متطلبات العصر، وهو يعود في هذه الخلاصة المثيرة إلى دراسته للتاريخ الإسلامي والعربي والتي حصل بموجبها على الدكتوراة في تاريخ الإسلام من كلية الدراسات الشرقية بلندن سنة 1936، ولذلك فإنه يعد واحدا من المنظرين المستشرقين لتفتيت العالم الإسلامي والعربي وفق معايير ليست بالضرورة وطنية. العثمانيون... عرب القرون الوسطى...لاسيما السوريين...تاريخ الشرق الأوسط...العرب والمسلمون...الإسلام والمسيحية...مذابح الأرمن...أزمة الإسلام...عناوين لأبحاث كثيرة ل "برنارد لويس" قادته ليصبح واحدا من المطلوبين لدى الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس "بوش" في نهاية السبعينات من القرن الماضي، قبل أن يحصل على الجنسية الأمريكية سنة 1982، وسنة واحدة بعدها سيضع مشروعه الاستراتيجي القائم على تقسيم العالم العربي إلى دويلات بناء معايير إثنية مختلفة، ومنذ ذلك التاربخ أصبح "برناد لويس" مرجعا في السياسة الأمريكية في التعاطي مع العالم العربي والإسلامي، وأصبح مستشارا لوزارة الدفاع الأمريكية، وهو ما ممكنه من الذهاب بعيدا مع مشروعه التفتيتي للعالم العربي و الإسلامي ووثق خرائطه بنفسه، لتتم المصادقة عليه من قبل الكونغكرس الأمريكي في جلسة سرية سنة 1983 على النحو التالي. تقسيم مصر إلى أربع دويلات : سيناء وشرق الدلتا، والدولة النصرانية وعاصمتها الإسكندرية، ودولة النوبة، وعاصمتها السودان ثم مصر الإسلامية و عاصمتها القاهرة. تقسيم السودان إلى أربع دويلات : دويلة النوبة، ودويلة الشمال السوداني، ودويلة الجنوب السوداني المسيحي ثم دارفور. تفكيك ليبيا إلى دولة البربر، ودولة البوليساريو ثم الباقي دويلات المغرب والجزائر وتونس ولييبا. إلغاء الكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان واليمن والإمارات من الخريطة، وتحويل شبه الجزيرة العربية إلى ثلاث دويلات، دويلة الإحساء الشيعية، وتضم الكويت والإمارات وقطر عمان والبحرين ثم دويلة نجد السنية ثم دويلة الحجاز السنية. تفتيت العراق إلى دولة شيعية في الجنوب حول البصرة، ودويلة سنية في وسط العراق حول بغداد، ثم دويلة كردية في الشمال والشمال الشرقي. ثم تقسيم سوريا إلى أربع دويلات : دويلة علوية شيعية، ودويلة سنية في منطقة حلب، ودويلة سنية في منطقة دمشق، ثم دويلة الدروز في الجولان ولبنان. أما لبنان فقد اقترح مشروع "برناد لويس" تقسيمها إلى دويلة سنية في الشمال وعاصمتها طرابلس، ثم دويلة مارونية شمالا عاصمتها جونية، ودويلة سهل البقاع العلوية عاصمتها بعلبك، وبيروت الدولية، وكانتون فلسطيني حول صيدا، وكانتون كتائبي في الجنوب، ودويلة درزية ثم كانتون مسيحي تحت النفوذ الاسرائيلي. تفتيت ايران وباكستان وأفغانستان إلى كردستان، و أذربيجان، وتركمسنتان، وعربستان، وايرانستان، وبوخنستان، وبلونستان، وأفغانستان، وباكستان ثم كشمير، أما تركيا فيقترح مشروع "برنارد لويس" انتزاع جزء منها وضمه إلى الدولة الكردية المزمع إقامتها في العراق وتصفية الأردن وابتلاع فلسطين بالكامل.