مازال الفتور سيد الموقف في العلاقات المغربية الموريتانية خاصة بعد التصعيد الأخير الذي قامت به جبهة البوليساريو وتجاوب موريتانيا معها، حيث استقبل محمد ولد عبدالعزيز العديد من قياديي الجبهة الانفصالية إلى جانب قيام السلطات الموريتانية بغلق المكتب الإعلامي لوكالة الأنباء المغربية. وتعمل الجزائر إلى جانب صنيعتها البوليساريو، في الآونة الأخيرة، على استقطاب موريتانيا وإخراجها من حالة الحياد إلى الوقوف بجانبها، وهو ما أكده متابعون في مناسبات عديدة.
واعتبر نوفل بوعمري، وهو محام وناشط حقوقي مغربي، أن الرباط لم تقم برد فعل تجاه موريتانيا، فهي تراقب الوضع وتتعامل ببرودة دبلوماسية تهدف بدرجة أولى إلى عدم تضخيم التوتر، وإعادة العلاقات الثنائية إلى سابق عهدها، خاصة مع فشل القمة العربية التي انعقدت بموريتانيا مؤخرا.
ومن جانبه أكد خالد شيات أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، ل”العرب”، أن تدهور العلاقات بين المغرب وموريتانيا ليس منطقيا، موضحا أن تلك العلاقات منذ الاتفاق المغربي الموريتاني سنة 1974 والذي توصل إليه المختار ولد داداه والملك الراحل الحسن الثاني حول قضية الصحراء (يتضمن التقسيم والحدود)، تسير في اتجاه التطوير وتمتين التعاون.
وأضاف محدّثنا أن موريتانيا تعتبر أن المغرب تجاوزها على مستوى وضع استراتيجية منظمة للأقاليم الجنوبية ما سيؤثر على اقتصادها واستقرارها الاجتماعي وهي تعرف أن موازنة العلاقات مع المغرب تمر عبر الجزائر لذلك هي تستعمل هذه الورقة وعينها على المغرب في آن واحد.
وبعد لقائه الخميس الماضي مع الرئيس الموريتاني صرح امحمد خداد، عضو ما يسمى بالأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو الانفصالية بأن الرسالة الموجهة لمحمد ولد عبدالعزيز تتعلق بآخر تطورات القضية الصحراوية ومساعي الأممالمتحدة من أجل إيجاد حل لها. واعتبر مراقبون أن إرسال مبعوث للبوليساريو إلى نواكشوط في هذه الظرفية غير الودية التي تمر بها العلاقات الموريتانية المغربية، دليل على أن الجزائر والبوليساريو تحاولان صب الزيت على النار قبل زيارة مرتقبة للمبعوث الأممي كريستوفر روس للمنطقة.
وأكد نوفل بوعمري، الناشط الحقوقي المهتم بقضية الصحراء، في تصريحات ل”العرب”، أن ملف الصحراء لا يمكن أن يكون مجالا للمساومة أو للابتزاز أو انتزاع مكاسب إقليمية هشة على حساب الوحدة الترابية للمغرب، باعتبارها خطا أحمر بالنسبة إلى المغرب.