تفاجأ الرأي العام الوطني بخبر إصابة 60 سجينا بسجن ورزازات إضافة إلى موظفين بالمؤسسة نفسها، الأمر الذي دفع مندوبية السجون إلى الإسراع بإصدار بلاغ صحفي ، توضح من خلاله حقيقة ما وقع والتدابير المتخذة من طرفها في هذا الشأن. البلاغ الذي وصل ''الأيام24'' نسخة منه، أكد أن المندوبية ستقوم بإخضاع ''جميع الساكنة السجنية بالسجن المحلي بورزازات للاختبار الخاص بفيروس كورونا، وذلك بعد إصابة 36 موظفا من أصل 61 موظفا المشكلين للفوج الأول، و24 من أصل 65 موظفا المكونين للفوج العامل حاليا بالمؤسسة، وستة سجناء من أصل 17 العاملين بالكلف داخل السجن.''
وأوضحت المندوبية أنه سيتم إخضاع الموظفين والسجناء المصابين للبروتوكول الاستشفائي المعمول به من طرف السلطات الصحية ووضع الموظفين غير المصابين تحت تدابير الحجر الصحي، بالإضافة إلى التشديد أكثر على الالتزام التام بالإجراءات والتدابير الاحترازية والوقائية، مع توفير المعدات والتجهيزات الطبية الواقية الضرورية لعمل الموظفين، بما في ذلك تمكين العاملين منهم بالمعقل من ألبسة واقية خاصة.
وأضاف البلاغ أن المندوبية قررت أيضا تعيين مدير جديد لهذه المؤسسة وتعبئة العدد الكافي من الموظفين من مؤسسات أخرى لتعويض جميع الموظفين العاملين بهذه المؤسسة من الفوجين معا.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التى يتسلل فيها العدو الخفي إلى السجون المغربية، وهي مكان محصن وبه حراسة مشددة، بل سبق ان تم تسجيل اولى الحالات بالسجن المحلي للقصر الكبير، حيث كشفت المندوبية العامة لإدارة السجون، قبل اسبوع اصابة ثلاث موظفات بالسجن المحلي للمدينة، وهو ما اثار تخوف الكثير من الحقوقيين ودفعهم الى طرح السؤال : هل السجون المغربية آمنة الان؟ في الحقيقة السجون المغربية تعرف اكتظاظا كبيرا، بتجاوز في بعضها ثلاثة وأربعة أضعاف، يقول عبد الإله الخضري رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان. ويضيف الخضري في حديثه ل''الأيام24'' أن ''الاحتكاك والتلاحم واقع مؤكد ومرير بين السجناء، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، يرى الخضري ، أن عوامل تسرب فيروس كورونا متعددة، بدءا من استضافة السجن لمعتقلين جدد، متسائلا هل وضعت إدارة السجن محجرا خاصا للنزلاء الجدد قبل إلحاقهم بالقدماء؟.
وتابع المتحدث ذاته أن العمال الخاصين بإدخال المؤونة للسجن، قد ينقلون الفيروس بل إن المؤونة نفسها قد تكون محملة بالفيروس، فهل يتم تعقيمها وهل يتوفر السجن على ما يكفي من أدوات التعقيم والنظافة كذلك، وأنا أشك كثيرا.
ويرى رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان أن الكثير من النزلاء يشتكون من قلة المياه ومواد النظافة داخل السجون المغربية، فما بالك بمواد التعقيم، لافتا أن الثغرات التي يمكن أن يتسرب عبرها الفيروس في صفوف نزلاء السجون عديدة جدا، والتدابير التي تتخذها إدارة السجون تبقى غير مجدية.
وزاد الخضري ان هناك موظفين مصابون بالفيروس وباشروا عملهم داخل السجن.
واقترح الحصري ان يتم إجلاء بعض السجناء بصيغة ما من السجون لتخفيف العبء على المؤسسات السجنية، إما عن طريق العفو، مع ضرورة تفادي الهفوات التي تسببت فيها لائحة المستفيدين السابقة، او منح السراح المؤقت إلى حين انتهاء هذه الجائحة، والتقليل من الاعتقالات الاحتياطية إلى حين الحكم على المشتبه بهم، لان الاكتظاظ في جميع الأحوال لا حل له أمام الوباء في الوقت الراهن، علما أن لا أحد يستطيع تخمين متى ستكون نهاية الوباء.