توافد منذ بداية الأسبوع الجاري، على المملكة العربية السعودية، كل من الرئيس الموريتاني، محمد الغزواني، والرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، ووفد مغربي، يتكون من وزير الخارجية ناصر بوريطة وفؤاد عالي الهمة مستشار الملك محمد السادس. واستبعدت مختلف القراءات أن تكون هذه الزيارات مجرد صدفة، بل يمكن أن تقف وراءها مبادرة سعودية، تهدف إلى بعث الروح من جديد في اتحاد المغرب العربي، وتطبيع العلاقات المتوترة بين المغرب والجزائر، بسبب قضية الصحراء. ومساء الأربعاء، أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز خلال لقائه في العاصمة الرياض مع فؤاد عالي الهمة، مستشار الملك محمد السادس، وناصر بوريطة، وزير الخارجية، أهمية علاقات السعودية مع المغرب مع المزيد من فرص الشراكة الثنائية. وذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس”، أن ولي العهد السعودي بحث مع مستشار الملك محمد السادس، “مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك”. ووصل بوريطة وفؤاد عالي الهمة الثلاثاء إلى الرياض، في زيارة تستغرق يومين، حاملين رسالة من الملك محمد السادس إلى الملك سلمان بن عبد العزيز. وزيارة الوفد المغربي إلى الرياض، التي تمهد لزيارة الملك محمد السادس إلى السعودية خلال الأسبوعين الأولين من شهر مارس، تأتي في وقت مهم لكلا الطرفين اللذين تجمعهما علاقات قوية وشهدت توترا خلال السنتين الأخيرتين. في ذات السياق، عقد الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني الأربعاء في الرياض جلسة مباحثات مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز. وحسب وكالة الأنباء السعودية، تم خلال المباحثات، استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تطويرها وتعزيزها في مختلف المجالات، وبخاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأحداث في المنطقة. وبدأ الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني الأربعاء زيارة للسعودية تستمر عدة أيام. كما عقد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، الخميس، جلسة مباحثات مع الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، الذي يزور المملكة. ووفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس”، فقد جرى خلال الجلسة “استعراض العلاقات بين البلدين الشقيقين، وسبل تنميتها وتعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى بحث مستجدات الأحداث الإقليمية والدولية”. كذلك اجتمع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز مع الرئيس الجزائري في مقر إقامته في العاصمة السعودية. وجرى خلال الاجتماع، استعراض أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين، وفرص التعاون المشترك في مختلف المجالات. في ذات السياق، كشفت مصادر جزائرية، أن الرئيس الجزائري،عبد المجيد تبون، يقود من مذة وساطة للصلح بين قطر من جهة و مصر و دول الخليج العربي من جهة أخرى و العمل على رأب الصدع و تقريب وجهات النظر كتمهيد لإعادة العلاقات الديبلوماسية المقطوعة بين الدوحة و الدول المذكورة. واعتبرت ذات المصادر، أن زيارة الرئيس تبون إلى السعودية في ذات الإطار. ومختلف اللقاءات الذي عقدها قادة السعودية، مع الوفد المغربي، والرئيس الموريتاني والرئيس الجزائري، تأتي في إطار تعزيز العلاقات وبحث مستجدات الأحداث الإقليمية والدولية، كما جاء ذلك في قصاصات لوكالة الأنباء السعودية، “واس”. لكن المثير، حسب متتبعين، كون قادة دول المغرب العربي، اعتادوا زيارة السعودية بمناسبة عربية أو إسلامية أو دولية، وفق برنامج مسبق، لكن طبيعة لقاءات الأسبوع الأخير من شهر فبراير 2020، تكشف أن عمل دبلوماسي تعد له الرياض، ربما ستظهر ملامحه في الأيام المقبلة.