"أريد أن أرحل وأكون مع زوجي". هذا نص رسالة مكتوبة بخط اليد على ورقة تمسكها امرأة أمام كاميرا في صورة نُشرت أمس بموقع تويتر للتواصل الاجتماعي. المرأة هي نادلة ووماير، وهي من أقلية الأويغور المسلمة في الصين، والتي تشير تقارير إلى أنها تخضع للإقامة الجبرية في إقليم شينجيانغ بغرب البلد مع ابنها البالغ من العمر عامين. وأرادت ووماير أن تصل رسالتها إلى الناس، بعد أن قال مسؤول صيني عبر تلفزيون أسترالي إنّ المرأة موجودة في الصين باختيارها. * معتقلات الصين المخفية * مسلمو الأويغور يعتقلون بالآلاف في الصين بسبب "الحجاب واللحية" وكان زوج ووماير، صدام عبد السلام، نفى كلام المسؤول الصيني خلال برنامج "سؤال وجواب" الإخباري بمحطة "ايه بي سي" مساء الاثنين. ومنذ أشهر، يقود عبد السلام حملة لإطلاق سراح زوجته. وعلى الرغم من أنّ ووماير ليست مواطنة أسترالية، إلا أنّ زوجها وابنها لطفي يحملان الجنسية الأسترالية. وفي وقت سابق، طالبت الحكومة الأسترالية رسمياً بالسماح لهما بمغادرة الصين. وقال عبد السلام خلال مداخلته "ابني مواطن أسترالي ويحمل جواز سفر أستراليا. لم التق به مطلقاً منذ ولادته". وأضاف "لقد منحت الحكومة الأسترالية زوجتي تأشيرة دخول حتى يتمكنا من الالتحاق بي في أستراليا، لكنّ الحكومة الصينية لا تسمح لهم بالمغادرة". ثم تساءل "لماذا يحتجز الحزب الشيوعي مليون شخص من الأويغور؟ هل ستفرجون عن أفراد عائلتنا؟". وتقول جماعات حقوقية إنّ الصين تحتجز نحو مليون من الأويغور وغيرهم من المسلمين. وتنفي الصين مع ذلك ارتكاب أي مخالفات، قائلة إنها تحارب الإرهاب والتطرف الديني. والتزمت السلطات الصينية الصمت في ما يتعلّق بقضية ووماير. ومع ذلك، قام وانغ شينينغ، وهو نائب رئيس البعثة الدبلوماسية في السفارة الصينية في أستراليا، بظهور علني نادر كضيف في برنامج "سؤال وجواب". وردّ على الانتقادات، قائلاً إنّ زواج عبد السلام ووماير غير معترف به بموجب القانون الصيني، وأنّ ووماير أعربت عن رغبتها في البقاء في الصين. وبعد ساعات قليلة من ذلك، بث عبد السلام عبر حسابه بموقع تويتر صورة زوجته وهي تحمل ورقة تنفي فيها ما قاله المسؤول الصيني. ورفضت منظمة العفو الدولية في أستراليا ما قاله شينينغ، قائلة إنّ ووماير وامرأة أخرى متزوجة من أويغوري يحمل الجنسية الأسترالية ومحتجزة أيضاً في شينجيانغ "لا يسعهما الانتظار للالتحاق بزوجيهما في أستراليا". وتواجه الصين انتقادات متزايدة بسبب اضطهادها لمسلمي الأويغور. ويبدو أنّ وثيقة اطلعت عليها بي بي سي مؤخراً تعطي أفضل نظرة حتى الآن حول كيفية قيام الصين بتحديد مصير مئات الآلاف من المسلمين المحتجزين في المخيمات.