خلف غياب المغرب عن مؤتمر برلين حول الملف الليبي، الذي انتهى الاحد ، ودعيت إليه مجموعة دول أفريقية الكثير من ردود الفعل خاصة وان المغرب كان سباقا في السعي الى البحث عن حل للملف ، وتوجت مساعيه باتفاق الصخيرات الشهير قبل خمس سنوات . صحيفة القدس العربي ذكرت ان إيطاليا اقترحت على المانيا استدعاء دول المغرب العربي ومنها المغرب لكن برلين اعتبرت حضور هذه الدول غير ضروري وغير مجدي للبحث عن الحل. الصحيفة نقلا عن مصادر أوروبية ، رفيعة المستوى، قالت في تقرير لها، إن وزارة الخارجية الإيطالية هي التي تولت صياغة مجموعة من المقترحات العملية وكذلك اقتراح مجموعة من الدول التي يجب استدعاؤها الى قمة برلينسيما بعد الزيارات التي قام بها عميد الدبلوماسية الإيطالية دي مايو الى دول شمال إفريقيا ومنها المغرب خلال نوفمبر الماضي. وتولت إيطاليا هذه المهمة بحكم أنها الدولة الأوروبية التي تعرف جيدا ليبيا بسبب العلاقات القوية ومنها الاستعمار الإيطالي لهذا البلد المغاربي. وكان المسؤول الإيطالي، يضيف المصدر ذاته ، يقدم كل المقترحات والتوصيات الى وزارة الخارجية الألمانية التي يترأسها هايكو ماس ومنها توصية رئيسية بضرورة مشاركة المغرب والجزائر وتونس لسببين رئيسيين، وهما: القواسم المشتركة للدول الثلاث مع ليبيا إضافة الى موريتانيا ومساعي هذه الدول الى إيجاد حل منذ سنوات ومها دور المغرب والجزائر بالخصوص. بينما يتمثل السبب الثاني، وفق الوثيقة التوصية الإيطالية، في العلاقات النوعية والمتينة التي تجمع بين قبائل ليبيا ونظيرتها في الجزائر وتونس، وهو عامل سيساعد على الحل. ولفتت الصحيفة ان المغرب كان متيقنا بتوصله باستدعاء الحضور حتى أن وزير الخارجية ناصر بوريطة رفقة رئيس الحكومة سعد الدين العثماني لم يبرمجا أي لقاءات رسمية خلال نهاية الأسبوع، وزاد يقين المغاربة بتوصل الاستدعاء بعد توجيه برلين دعوة الى الجزائر للحضور. لكن في آخر المطاف شطبت برلين على المغرب ووجهت دعوة متأخرة لتونس. ودفع هذا الموقف الألماني الخارجية المغربية الى إصدار بيان شديد اللهجة ليلة السبت الماضي يتضمن بعض الجمل القوية ومنها "المملكة المغربية لا تفهم المعايير ولا الدوافع التي أملت اختيار البلدان المشاركة في هذا الاجتماع". وجملة اخرى تقول" لا يمكن للبلد المضيف لهذا المؤتمر (ألمانيا)، البعيد عن المنطقة وعن تشعبات الأزمة الليبية، تحويله إلى أداة للدفع بمصالحه الوطنية". وجدير بالذكر أن قمة برلين انتهت الأحد 19 يناير بتوصيات وقعت عليها 16 دولة ومنظمة مشاركة ومنها حظر تصدير الأسلحة الى ليبيا ودعم مساعي الأممالمتحدة من أجل السلام.