قال رشيد لزرق، محلل سياسي وخبير دستوري، إن مؤتمر برلين الذي انعقد أمس بألماينا حول ليبيا لن يثني المغرب عن مواصلة مساعيه الحثيثة والمتواصلة للمساهمة في إحلال السلام في ليبيا وتقريب وجهات النظر بين مختلف الأشقاء الليبيين، واتخاذ كافة الإجراءات الحدودية الاستثنائية المناسبة لتأمين حدودها وحماية أمنها القومي أمام أيّ تصعيد محتمل للأزمة في ليبيا، مع مراعاتها لمبادئ القانون الدولي الإنساني. وأضاف لزرق في تصريح ل"تليكسبريس"، أن الحل الليبي ينبغي أن يكون مغاربيا، مما يجعل من دول الجوار معنية بالصراع مباشرة وليس مهمشة وخاضعة، وكان من المفروض أن تشارك الدول المغاربية الفاعلة في التحضير للمؤتمر، لأنها من أكثر الدول المعنية بالملف الليبي، كما أنها فضاء لإيجاد حل لتسوية النزاع في ليبيا، مع جميع الأطراف الليبية لتحقيق المصالحة، غير أن التشتت جعل الدول المغاربية تفقد وزنها و دورها في حل المشكل الليبي، لهذا فان تونسوالجزائر و المغرب مدعوة للتنسيق فيما بينها لكي لا تكون رهينة لدول المركز. وأوضح المحلل السياسي، أن نظرية المركز والأطراف تفسر ما يقع في ليبيا، حيث نجد مركزا قويا يمثّل روسيا والولايات المتحدة وإيطاليا وفرنسا وتركيا، والصين، وهي دول تحاول الهيمنة على باقي أطراف الكرة التي تم استدعائها للمشاركة في المؤتمر وهي الدول المجاورة لليبيا التي ستكون، الجزائر التي لم تكن مدعوة في بادئ الأمر إلا أن الدعوة وجهت لاحقا إلى رئيسها الجديد عبد المجيد تبون بعد أن أكد أن بلاده ستبقى فاعلة في الأزمة الليبية، بالإضافة إلى كل من مصر والإمارات باعتبارهم يدعمان احد أطراف الصراع وهو حفتر. وعلى المستوى القاري تم استدعاء الكونغو بصفتها مكلفة في شخص رئيسها دنيس ساسو نغيسو، قبل 3 سنوات، برئاسة لجنة رفيعة تعنى بالأزمة الليبية. والتي تم استدعها في أخر لحظة، ويوضح هذا سعي قوى المركز لاقتسام "كعكعة" ليبيا وعدم السماح لدول المحيط بالانضمام لمحور المركز . علما يضيف لزرق أن المغرب، باعتبار فاعلا في اللازمة الليبية سبق وتبني مقاربة لحل المشكل الليبي وفق الشرعية الدولية، وهو ما لم يرق دول المركز. ولهذا، فإن الرباط لم تنخرط في لعبة المحاور المتنازعة، ويجعل من المملكة المغربية طرفا مقبولة وذو مصداقية.