أ ف ب شنت القوات الأميركية سلسلة غارات الأحد على قواعد تابعة لفصيل عراقي موال لإيران، ما أسفر عن مقتل 15 مقاتلا بعد يومين من هجوم صاروخي أدى للمرة الأولى إلى مقتل أميركي في العراق. وبعد ساعات قليلة من هذه الغارات، قال مسؤول أمني عراقي مساء الاحد إن “اربعة صواريخ كاتيوشا سقطت مساء في محيط قاعدة التاجي (…) التي تضم جنودا اميركيين من دون أن تسفر عن ضحايا”. وتأتي الغارات على قواعد ومخازن أسلحة تابعة لكتائب حزب الله العراقي عند الحدود العراقية السورية، بعد شهرين من تسجيل تصاعد غير مسبوق على مستوى الهجمات الصاروخية التي تستهدف مصالح أميركية في العراق حيث اندلعت انتفاضة على السلطة وراعيتها إيران، فيما تبدو واشنطن غائبة سياسيا . وقال المتحدث باسم البنتاغون جوناثان هوفمان إن الغارات تهدف إلى “إضعاف قدرات كتائب حزب الله على شن هجمات مستقبلا”. واسفرت أول عشرة هجمات عن سقوط قتيل وعدة إصابات في صفوف الجنود العراقيين، بالإضافة إلى الاضرار المادية، غير أن هجوم الجمعة مث ل نقطة تحو ل. لم يسفر هجوم الجمعة عن مقتل متعاقد أميركي فحسب، وإن ما كانت المرة الأولى التي تسقط فيها 36 قذيفة على قاعدة واحدة يتواجد فيها جنود أميركيون، وفق مصدر أميركي. واستهدف الهجوم قاعدة “كاي وان” في محافظة كركوك النفطية التي يتنازعها إقليم كردستان وبغداد. ونف ذ الهجوم بدقة غير مسبوقة. وقال مسؤول عراقي لفرانس برس إن “القذائف استهدفت بشكل خاص المنطقة التي يتواجد فيها الأميركيون، قرب غرفة الاجتماعات”، وذلك في وقت كان ينبغي أن يلتقي قادة رفيعون من الشرطة العراقية ومسؤولون من التحالف الدولي لمكافحة الجهاديين. وكان من المتوقع أن يدير المجتمعون عملية واسعة النطاق في مناطق جبلية لا تزال خلايا من تنظيم الدولة الإسلامية مختبئة فيها، ولكن جرى إلغاؤها في اللحظات الأخيرة بسبب سوء الأحوال الجوية، وفق الشرطة. واتهمت مصادر أميركية كتائب حزب الله، أحد فصائل الحشد الشعبي، بالوقوف خلف عدد من الهجمات. ويخدم جزء من هذه الكتائب المسلحة والمدربة والممولة من إيران، ضمن الحشد الشعبي ذي الدور الرسمي في العراق، فيما ينشط جزء آخر بصورة مستقلة في سوريا. وأفاد مسؤول في الحشد الشعبي فرانس برس عن مقتل 15 مقاتلا بينهم قياديون في الغارات الأميركية التي وقعت الأحد في محافظة الأنبار الممتدة جغرافيا من حدود بغداد حتى الحدود مع سوريا، لافتا الى إصابة مقاتلين آخرين. وندد المتحدث العسكري باسم رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي، وهو القائد العام للقوات المسلحة، ب”انتهاك السيادة العراقية”. كما أبدت جماعة عصائب أهل الحق التي جرى الإعلان في المدة الأخيرة عن عقوبات أميركية بحق قياديين فيها، عن اعتقادها بأن “الوجود العسكري الأميركي صار عبئا على الدولة العراقية بل صار مصدرا لتهديد واعتداء على قواتنا المسلحة”، مضيفة في بيان “أصبح لزاما علينا جميعا التصدي لإخراجه بكل الطرق المشروعة”. وتثير الهجمات على مصالح أميركية وأخرى على قواعد تابعة لفصائل موالية لإيران خشية المسؤولين العراقيين الذين كانوا يحذرون منذ أشهر من أن يلجأ حليفاهما، الولاياتالمتحدةوإيران، إلى استخدام الميدان العراقي كساحة مواجهة. مع ذلك، فإن ميزان القوى تبد ل في العراق حيث لا يزال 5,200 جندي أميركي متواجدين فوق أراضيه. وعززت إيران نفوذها في العراق على حساب واشنطن الغائبة تقريبا عن انتفاضة غير مسبوقة مستمرة منذ نحو ثلاثة اشهر. ومنذ استقالة الحكومة العراقية قبل شهر، تسعى الجمهورية الإسلامية وحلفاؤها إلى تسمية شخصية محسوبة عليهم لتشكيل الحكومة المقبلة. وإزاء التصلب الإيراني، لو ح الرئيس العراقي برهم صالح بالاستقالة. ونجم انعدام الاستقرار السياسي عن اسوأ أزمة اجتماعية يشهدها ثاني منتج للنفط ضمن منظمة “اوبك”. وتؤدي تحركات المتظاهرين إلى شلل شبه متواصل في الإدارات والمدارس في غالبية مدن جنوب البلاد. ومنذ السبت،، تمكن هؤلاء للمرة الأولى في ثلاثة أشهر من وقف انتاج حقل نفطي في الجنوب، ينتج ما يوازي 82 ألف برميل يوميا.