أثارت الزيارة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تونس والتقى فيها نظيره التونسي قيس سعيد، العديد من التساؤلات في الشارع المغربي بعدما استثنى أردوغان المغرب من جولته الخاطفة للمرة الثانية.
وجاءت هذه الزيارة في ظل توتر متزايد بليبيا، حيث تدعم أنقرة حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا، والتي تحاول صد هجوم على طرابلس من قبل قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر. وفي الوقت الذي طالبت فيه حكومة الوفاق دعما عسكريا من تركيا، يحاول أردوغان إنشاء حلف تركي-تونسي-جزائري لدعم شرعية حكومة الوفاق، وشرعنة التدخل العسكري التركي في ليبيا.
ويرى مراقبون أن عدم تفاعل المغرب مع الدعوة التركية التي تلقاها وزير الخارجية ناصر بوريطة لحضور قمة برلين مطلع 2020 حول ليبيا، ونأي المملكة بنفسها عن الصراعات الدولية التي تسم الأزمة الليبية، قد دفع أردوغان إلى تأجيل زيارته للمغرب، واستعان بتونسوالجزائر، في الملف الشائك، خاصة أنه “يوجد وعي مغربي بأن تدبير الملف من لدن قوى خارجية لن يكون أبدا في صالح ليبيا والمنطقة من منظور إستراتيجي”، كما أن “الموقف المغربي يدعم احترام سيادة ليبيا، وتعزيز الأمن والسلم داخل البلد”.
وسبق لأردوغان أن قام بجولة في عدد من دول إفريقيا الغربية، فبراير 2018، شملت الجزائر وموريتانيا ومالي والسنغال، واستمرت ل5 أيام، واستثنى فيها كذلك الرئيس التركي المغرب.
ووجه الملك محمد السادس، في شتنبر الماضي، دعوة لأردوغان لزيارة المغرب، سلمها وزير الخارجية ناصر بوريطة لنظيره التركي مولود تشاووش أوغلو بنيويورك، على هامش الدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بيد أن موعد الزيارة لم يحدد بعد.