يحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تهميش دور المغرب في قضية الأزمة الليبية، ويتجلى ذلك من خلال إصراره على مشاركة تونس وقطر والجزائر في مؤتمر برلين المزمع عقده حول ليبيا. الرئيس التركي، الذي قام بزيارة مفاجئة لتونس، في ضوء التطورات الأخيرة التي تشهدها ليبيا، لم يشر في تصريحاته رفقة الرئيس التونسي قيس سعيد، إلى الاتفاق السياسي بين الأطراف الليبية المعروف اختصارا باتفاق الصخيرات، والذي تم التوقيع عليه يوم 17 دجنبر 2015 في المغرب، ودعوته لتونس والجزائر وقطر، دون الرباط، للمشاركة في مؤتمر برلين المزمع عقده حول ليبيا”. ويرى مراقبون، أن الرئيس التركي يحاول لعب دور رئيسي في ملف الأزمة الليبية، خاصة بعد توقيعه على مذكرة تفاهم عسكري مع حكومة الوفاق الليبية، التي ولدت من رحم اتفاق الصخيرات، بوساطة مغربية وأممية. وشكلت تصريحات أردوغان، الأخيرة حول ليبيا ومؤتمر برلين، استغراب متتبعين، عن أسباب عدم توجيه الرئيس التركي دعوة للمغرب، للمشاركة في هذا المؤتمر الدولي، خاصة أن الرباط عملت منذ انطلاق الأزمة الليبية، على إنجاح جولات الحوار السياسي الليبي عبر مساهمتها في حوار داخلي لتسوية القضايا العالقة بروح الحياد الإيجابي، ودعم العملية السياسية في احترام لإرادة الليبيين وبالتعاون مع الفاعلين المحليين والدوليين لإيجاد حل متوافق عليه. في ذات السياق، أعلن أردوغان عن تقديم تركيا جميع أنواع الدعم لحكومة طرابلس في كفاحها ضد الجنرال خليفة حفتر المدعوم من دول أوروبية وعربية مختلفة، على حد قوله. وأضاف يقول: “هدفنا في البحر المتوسط ليس الاستيلاء على حق أحد، على العكس من ذلك منع الآخرين من الاستيلاء على حقنا”. وبخصوص إرسال جنود أتراك إلى ليبيا، قال أردوغان إنه “من المتوقع أن نمرر تفويض إرسال جنود إلى ليبيا من البرلمان في 8 – 9 يناير لكي نلبي دعوة حكومة الوفاق الوطنية الليبية”. وعن لقائه مع الرئيس التونسي قيس سعيد، الأربعاء، قال أردوغان: “ناقشنا المسألة الليبية بكل أبعادها، وتوصلنا إلى اتفاق لتقديم الدعم اللازم إلى ليبيا من أجل استقرارها”.