أعلنت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في الجزائر، الجمعة، فوز المرشح عبد المجيد تبون برئاسة الجمهورية الجزائرية بنسبة 58.15 في المائة، خلفا للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، الذي استقال تحت ضغط الشارع. واتسم الاقتراع الرئاسي بمقاطعة قياسية من الحراك الشعبي الذي دفع بوتفليقة للاستقالة في أبريل بعد 20 عاما في الحكم. وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 39,83 بالمئة، أي ما يقارب عشرة ملايين ناخب من أصل أكثر من 24 مليونا مسجلين في القوائم الانتخابية. وهذه النسبة هي أدنى مشاركة في كل الانتخابات الرئاسية في تاريخ الجزائر. وهي أقل بعشر نقاط من تلك التي سجلت في الاقتراع السابق وشهدت فوز بوتفليقة لولاية رابعة في 2014. ومباشرة بعد إعلان فوزه، احتشد الآلاف وسط العاصمة الجزائرية، رافضين وصول رئيس الوزراء السابق، عبدالمجيد تبون، إلى سدة الرئاسة بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية، وذلك رغم وجود الشرطة بكثافة. ويعتبر مراقبون، أن الرئيس الجديد للجزائر، عبد المجيد تبون، مَدين بالفضل للنخبة الغامضة المدعومة من الجيش والتي تحكم البلاد منذ عقود. وفي هذا الصدد، يرى خالد الشكراوي الأستاذ الجامعي المتخصص في الشؤون الإفريقية والعلاقات الدولية، أن الرئيس الجديد للجزائر، ينتمي أساسا إلى النظام السابق وهو من نتاجه، وبالتالي أعتقد أن الأمر لن يغير في شيء. ويعد تبون أول رئيس من خارج صفوف جيش التحرير الوطني الذي قاد حرب الاستقلال ضد المستعمر الفرنسي (1954-1962)، أو ما تطلق عليهم تسمية أصحاب "الشرعية الثورية". وأوضح الشكراوي، في تصريح ل"الأيام24"، أن "المشكل المطروح لعبد المجيد تبون، أنه سيكون فاقدا للشرعية، بحكم أن الأرقام التي أعطيت عن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية الجزائرية، ضعيفة وأكدت عدم رضى الجزائريين تجاه هذه الانتخابات. وأضاف المحلل السياسي، "أن الواقع يدل على رقم أضعف بكثير عما أعلن، معتبرا أن الدليل على ذلك، هو النسبة الرسمية التي أعلنتها اللجنة عن نسبة مشاركة الجزائريين في الخارج، حيث لم تتجاوز 10 في المئة". وفي رده على سؤال يتعلق بمستقبل العلاقات المغربية الجزائرية في ضوء فوز تبون، أشار الشكراوي، إلى أنه "لن يتغير شيء سواء على مستوى العلاقات او على مستوى قضية الصحراء، وربما النظام قد يستغل مشكلته مع المغرب لمزيد من تعقيد الأمر للحصول على نوع من الوحدة الوطنية..". وكانت الجزائر أعلنت، الجمعة، فوز رئيس الوزراء السابق، عبدالمجيد تبون، في انتخابات الرئاسة، التي تأمل السلطات أن تُنهي الاضطرابات المستمرة منذ شهور. لكن المحتجين الذين أطاحوا بالرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة، خرجوا للتظاهر مرة أخرى، متعهدين بعدم التوقف.