لا يزال الشارع الجزائري يعيش حالة غليان رافضا للانتخابات الرئاسية التي جرت أول الخميس وأسفرت عن انتخاب عبد المجيد تبون رئيسا جديدا، إذ احتشدت جموع المتظاهرين أمس الجمعة لليوم الثالث والأربعين على التوالي بالعاصمة، مرددين "الله أكبر، الانتخاب مزور" و"الله أكبر نحن لم نصوت ورئيسكم لن يحكمنا". واحتشد المتظاهرون للجمعة الثالثة والأربعين على التوالي، وسط الجزائر العاصمة للتعبير عن رفضهم لرئيس الجمهورية المنتخب عبد المجيد تبون، المقرب من سلفه عبد العزيز بوتفليقة، في اقتراع اتسم بنسبة مقاطعة قياسية. وردّد المتظاهرون "الله أكبر، الانتخاب مزور" و"الله أكبر نحن لم نصوت ورئيسكم لن يحكمنا" في يوم الجمعة الثالث والأربعين على التوالي منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية في فبراير المنصرم. وحسب النتائج التي أعلنتها السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات "حصل المرشح عبد المجيد تبون على نسبة 58,15 بالمئة من الأصوات". نسبة مقاطعة قياسية من الحراك الشعبي واتسم الاقتراع الرئاسي بمقاطعة قياسية من الحراك الشعبي الذي دفع بوتفليقة للاستقالة في أبريل بعد 20 عاما في الحكم. وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 39,83 بالمئة، أي ما يقارب عشرة ملايين ناخب من أصل أكثر من 24 مليونا مسجلين في القوائم الانتخابية. وهي أدنى نسبة مشاركة في كل الانتخابات الرئاسية في تاريخ الجزائر. وهي أقل بعشر نقاط من تلك التي سجلت في الاقتراع السابق وشهدت فوز بوتفليقة بولاية رابعة في 2014. "أسوأ من بوتفليقة" أشار مراسل وكالة الأنباء الجزائرية إلى أن عدد المتظاهرين الذين احتشدوا في مناطق مختلفة بأنحاء العاصمة يقارب عدد من تجمعوا خلال المظاهرات السابقة ضد الانتخابات الرئاسية. وحمل البعض لافتات كتب عليها "ولايتك يا تبون وُلدت ميتة" و"رئيسكم لا يمثلني" "أسوأ من بوتفليقة". كما سخر مدونون من "رئيس الكوكايين" في إشارة إلى اتهام نجل تبون في قضية تهريب 700 كلغ من الكوكايين مازالت قيد التحقيق القضائي. ردود فعل المرشحين الخاسرين واعترف المرشحون الخاسرون بالنتيجة وأعلنوا أنهم لن يطعنوا فيها أمام المجلس الدستوري الذي يفترض أن يؤكد النتائج النهائية لسلطة الانتخابات بين 16 و25 ديسمبر الجاري. وحل في المركز الثاني المرشح الإسلامي عبد القادر بن قرينة بنسبة 17,38 بالمئة من الأصوات، وكان أكد منذ بداية الحملة الانتخابية إنه"الرئيس القادم للبلاد". ودعت الأحزاب الإسلامية الكبيرة مثل "حركة مجتمع السلم" المقربة من الإخوان المسلمين و"جبهة العدالة والتنمية" القريبة من السلفيين، إلى عدم المشاركة في الانتخابات. وحل رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس ثالثا ولم يحصل سوى على 10,55 بالمئة من الأصوات، أي أقل من آخر انتخابات خاضها ضد بوتفليقة في 2014 حيث حصل على اكثر من 12 بالمئة من الأصوات، وندّد حينها ب"تزوير شامل للنتائج". وحصل المرشح الرابع عز الدين ميهوبي الذي وصفته وسائل الاعلام بمرشح السلطة على 7,26 بالمئة من الأصوات، بينما جاء النائب السابق عبد العزيز بلعيد أخيرا ب6,66 بالمئة من الأصوات.