انتُخب الفرع الجهوي للفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالأقاليم الجنوبية للمملكة، من أربعة ممثلين عن جهة الداخلة، وأربعة عن جهة كلميم، وخمسة عن جهة العيون، فيما انتخب عبد الله جداد من "أخبار العيون" رئيسا للفرع. وتم تعيين أعضاء المكتب الجهوي في اجتماع للمجلس الوطني الموسع للفيدرالية المغربية لناشري الصحف، والذي عقد يومي 26 و27 ماي الجاري بمدينة العيون. وأكد البيان الختامي للمجلس أن اختيار الصحراء لتأسيس أول فرع جهوي للفيدرالية "نابع من هذا الانشغال بتجاوز مفارقة كون أهم قضية تعيشها المملكة المغربية يقابلها ضعف في الاهتمام بالإعلام، مع ما للكلمة والصورة من تأثير وما للرأي العام من حق في إعلام حر ومسؤول ومتعدد، خصوصا إذا كان هذا الرأي العام يعيش نزاعا مفتعلا بتطورات مقلقة". وتدارس الناشرون المغاربة، خلال اجتماعهم، القضايا المطروحة على الصحافة الوطنية، بما فيها انشغالات الناشرين بالأقاليم الجنوبية للمملكة، خاصة فيما يتعلق بتطوير أداء الإعلام الوطني في الدفاع عن الوحدة الترابية، حسب ذات البيان. وجدد مكتب الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، في بيانه الختامي، دعمه للقناعات الوحدويّة للناشرين المغاربة، وانخراطه في التعبئة الإرادية الواعية من أجل الوحدة الترابية للمملكة، كما شجب "كل الانحرافات في مسلسل التسوية لقضية الصحراء المغربية". واختار المكتب الفيدرالي للناشرين المغاربة بالصحراء عقد مجلسه في الصحراء للمساهمة الفعلية في النهوض بالإعلام في الأقاليم الجنوبية، وتفعيل الجهوية المتقدمة في شقها التواصلي. وأوضح البيان أن هذا الاختيار جاء ل"دعم الإعلام حر في منطقة تعيش نزاعا مفتعلا من أسلحة الخصوم فيه استعمال الدعاية والتضليل بدل المهنية والحقيقة". واعتبر الناشرون المغاربة أن "من وسائل تعزيز الدفاع عن القضية الوطنية الأولى للمغاربة وجود إعلام حر منخرط في عصره متعدد ومهني وفعّال". وشددت الفيدرالية على انخراطها مع كل الفاعلين في المجال في تطوير أداء الإعلام في الأقاليم الجنوبية اقتصاديا ومهنيا وأخلاقيا، موضحة أنها ستعمل مع شركائها على إتاحة الفرصة للناشرين المهيكلين في الجهات الجنوبية الثلاث للاستفادة من الدعم العمومي المخصص للصحافة الوطنية بشروط ميسرة، كإجراء ضمن إجراءات أخرى تتعلق بالتوزيع والإشهار والتكوين، وغير ذلك مما يخدم الحق في الإعلام والقضية الوطنية على حد سواء. ووقف الناشرون في اجتماعهم على "واجب" الانحياز للوحدة الترابية والديمقراطية والحرية، معتبرين انخراطهم في الدفاع عن وحدة المملكة "جزء لا يتجزأ من انخراطهم في التطلع لمغرب كبير موحّد ومتضامن، تجمعه التنمية والديمقراطية وتطلعات شعوبه للكرامة والحريّة". وأكد أعضاء المجلس على عزمهم تأسيس الفيدرالية المغاربية لناشري الصحف، التي تم الاتفاق عليها، بمبادرة مغربية، "لمواجهة الأزمة العالمية التي تعرفها الصحافة، وكذلك لإخراج قوانين صحافة عصرية وضامنة للحرية، ثم لإيجاد آلية لتنفيذ الميثاق المغاربي لأخلاقيات المهنة وللنهوض بالأوضاع الاجتماعية للصحافيين في إطار مقاولات صحافية قوية ومزدهرة، وللعمل عموما على المساعدة في إيجاد حلول للمشاكل التي تعترض هذا الاتحاد المغاربي المنشود، بدل أن نكون صحافيين متواجهين أو مبادرين لإشعال الحرائق"، يشير البيان. ودعا ناشرو الصحف المغاربة بكل أخوية، زملاءهم في الجزائر إلى "الكف عن نشر الأكاذيب حول بلادنا مما يضلل الشعب الجزائري الذي لا تشكل بالنسبة له الصحراء المغربية لا مطلبا ولا قضية"، داعين إياهم إلى العمل يد في يد كعناصر توحيد ومصالحة لتحقيق الحلم المغاربي خدمة لشعوب المنطقة. وجدد الناشرين المغاربة التعبير عن اهتمامهم بالقضية الوطنية معتبرين أنها قضيتهم، مؤكدين أن "الحق المضمون في المناقشة الحرة للتدبير الرسمي لملف الوحدة الترابية هو تمرين ديمقراطي أساسي لخدمة هذا الملف، بل إن قوانين صحافة ضامنة للحرية، وكذا استقلال القضاء، والدعم العمومي لحق المواطنين في الإعلام وتعميق الخيار الديمقراطي عموما، هي أسس ضرورية في المعركة من أجل الوحدة والتقدم"، أشار البيان قبل أن يوضح أن "المعركة هي مفخرة للناشرين والصحافيين الذين يعتبرون أنفسهم حفدة المؤسسين لصحافة وطنية واجهت الاستعمار بالكلمة وأدت الثمن من أجل البناء الديمقراطي والوحدة الترابية"، مشددين أنهم "سيواصلون على طريق أجدادهم يدا في يد مع زملائهم من طنجة إلى لگويرة".