عقد المجلس الوطني للفدرالية المغربية لناشري الصحف يومي 26 و 27 ماي 2016 لقاءا بمدينة العيون, قصد مدارسة واقع الصحافة والإعلام بالمناطق الجنوبية للمملكة المغربية, و وضع أرضية حقيقية لإعلام وطني قادر على الدفاع عن القضايا الوطنية. وخرج اللقاء ببيان العيون الذي جاء فيه: "تنفيذا لقرار مكتب الفيدرالية المغربية لناشري الصحف المجتمع في 28 مارس 2016 ودعما للقناعات الوحدوية للناشرين المغاربة، وتعبيرا عن الانخراط في التعبئة الإرادية الواعية من اجل الوحدة الترابية للمملكة، وتأكيدا لما سبق أن عبر عنه المكتب التنفيذي من شجب لكل الانحرافات في مسلسل التسوية لقضية الصحراء المغربية، اجتمع المجلس الوطني الموسع للفدرالية المغربية لناشري الصحف يوم 26 و 27 ماي 2016 بمدينة العيون المغربية لتدارس القضايا المطروحة على الصحافة الوطنية، بما فيها انشغالات الناشرين بالأقاليم الجنوبية للمملكة خاصة فيما يتعلق بتطوير أداء الإعلام الوطني في الدفاع عن الوحدة الترابية. إن عقد المجلس الفيدرالي للناشرين المغاربة بالصحراء لا ينحصر في بعده الرمزي الهام فقط، لكنه يتجاوز ذلك للمساهمة الفعلية في النهوض بالإعلام في الأقاليم الجنوبية مواكبة لتفعيل الجهوية المتقدمة في شقها التواصلي ،ودعما لإعلام حر في منطقة تعيش نزاعا مفتعلا من أسلحة الخصوم فيه استعمال الدعاية والتضليل بدل المهنية والحقيقة، ولهذا يرى الناشرون المغاربة أن من وسائل تعزيز الدفاع عن القضية الوطنية الأولى للمغاربة وجود إعلام حر منخرط في عصره متعدد ومهني وفعال. إن اختيار الصحراء لتأسيس أول فرع جهوي للفديرالية المغربية لناشري الصحف نابع من هذا الإنشغال بتجاوز مفارقة كون أهم قضية تعيشها المملكة المغربية يقابلها ضعف في الإهتمام بالإعلام، مع ما للكلمة أو الصورة من تأثير وما للرأي العام من حق في إعلام حر ومسؤول ومتعدد، خصوص إذا كان هذا الرأي العام يعيش نزاعا مفتعلا في تطورات مقلقة. ولهذا ستنخرط الفيدرالية مع كل الفاعلين في المجال في تطوير أداء الإعلام في اقاليمنا الجنوبية اقتصاديا ومهنيا وأخلاقيا ،وستعمل مع شركائها على إتاحة الفرصة للناشرين المهيكلين في الجهات الجنوبية الثلاث للاستفادة من الدعم العمومي المخصص للصحافة الوطنية بشروط ميسرة، كإجراء ضمن إجراءات أخرى تتعلق بالتوزيع والإشهار والتكوين، وغير ذلك مما يخدم الحق في الإعلام والقضية الوطنية على حد السواء. إن الناشرين المغاربة من مختلف التوجهات والمشارب إذا كانوا يعتبرون الموضوعية شرطا أخلاقيا مهنيا لا مناص منه في الممارسة الصحافية، فإنهم لا يعتبرون من الموضوعية في شيء الحياد الزائف في القضايا العادلة، فالانحياز للوحدة الترابية والديمقراطية والحرية واجب وليس نقيصة، ولهذا يعتبرون انخراطهم في الدفاع عن وحدة المملكة جزء لا يتجزأ من انخراطهم في التطلع لمغرب كبير موحد متضامن، تجمعه التنمية والديمقراطية وتطلعات شعوبه للكرامة والحرية. ويؤكد الناشرون المغاربة من مدينة العيون على عزمهم تأسيس الفيدرالية المغاربية لناشري الصحف، التي تم الاتفاق عليها، بمبادرة مغربية، في لقاء الحمامات بتونس سنة 2012، وذلك لمواجهة الأزمة العالمية التي تعرفها الصحافة ، كذلك لإخراج قوانين صحافة عصرية وضامنة للحرية، ثم لإيجاد آلية لتنفيذ الميثاق المغاربي لأخلاقيات المهنة وللنهوض بالأوضاع الاجتماعية للصحافيين في إطار مقاولات صحافية قوية ومزدهرة وللعمل عموما على المساعدة في إيجاد حلول للمشاكل التي تعترض هذا الاتحاد المغاربي المنشود بدل أن نكون صحافيين متواجهين أو مبادرين لإشعال الحرائق. وفي هذا الإطار يدعو ناشري الصحافة المغاربة بكل أخوية زملاءهم في الجزائر إلى الكف عن نشر الأكاذيب حول بلادنا مما يضلل الشعب الجزائري الذي لا تشكل بالنسبة له الصحراء المغربية لا مطلبا ولا قضية، وندعوهم للعمل يدا في يد، كعناصر توحيد ومصالحة لتحقيق الحلم المغاربي خدمة لشعوب المنطقة. إن النشارين المغاربة إذ يعتبرون قضية الصحراء المغربية قضيتهم، فإنهم يؤكدون على أن حقا مضمونا في المناقشة الحرة للتدبير الرسمي لملف الوحدة الترابية هو تمرين ديمقراطي أساسي لخدمة هذا الملف، بل إن قوانين صحافة ضامنة للحرية، وكذا استقلال القضاء، والدعم العمومي لحق المواطنين في الإعلام، وتعميق الخيار الديمقراطي عموما هي أسس ضرورية في المعركة من اجل الوحدة والتقدم، وهي المعركة التي نفتخر فيها كناشرين وصحافيين بأن نكون حفدة المؤسسين لصحافة وطنية واجهت الاستعمار بالكلمة وأدت الثمن من اجل البناء الديمقراطي والوحدة الترابية، وعلى طريقهم سنواصل يدا في يد مع زملائنا من طنجة إلى الكويرة". الحدود