Getty Images يدفع الموظفون ثمن تدهور الاقتصاد اللبناني بشكل مباشر، فقد باتوا يقفون أمام مصيرين كلاهما مر: انتقاص الراتب أو الطرد. وقبل مدة وجيزة، تعاطف الناس مع شابة اعتصمت أمام أحد مقاهي بيروت – حيث كانت تعمل – داعية إلى مقاطعته لأنه خصم من رواتب موظفيه، بحسب ما قالته. وكان مشهد، سناء مازح، جرس إنذار لما هو آت. وسجل في لبنان فقد أكثر من 160 ألف وظيفة بصورة مؤقتة أو دائمة، في الوقت الذي توقف فيه قسريا 10 في المئة على الأقل من إجمالي عدد الشركات العاملة في لبنان، أو أقفل أبوابه بشكل نهائي، وفق استطلاع أجرته شركة “انفو برو ريسيرش”، عن خسائر القطاع الخاص، شمل 300 شركة، منذ بروزها في 17 أكتوبر/تشرين الأول. وأعلنت وزارة العمل عن تشكيل لجنة طوارئ لدراسة كل حالة لاتخاذ الإجراء القانوني المطلوب وللبتّ السريع في الطلبات، بعد ورود عدد كبير من طلبات التشاور التي تقدّم بها أصحاب الأعمال إلى الوزارة، بالإضافة إلى عدد أكبر من شكاوى الطرد التعسّفي للعمّال . الموظفون يحتجون دفع ذلك موظفي الشركات إلى الاعتراض على قرارات أرباب العمل. واحتج عدد من موظفي شركة “آيشتي” أمام فرعها في وسط بيروت بعد تعرّض أكثر من 100 موظف وموظفة للطرد. وتحدثت “بي بي سي” إلى إحدى موظفات “آيشتي”، فضلت عدم التصريح باسمها. وقالت الموظفة – التي عملت في “آيشتي” لأكثر من سبع سنوات – إن الشركة أبلغتها أنها تنوي الاستغناء عن خدماتها بسبب تردي الوضع الاقتصادي، وعليها توقيع الاستقالة، مقابل منحها 66 في المئة من رواتب 3 أشهر، لكنها رفضت، معتبرة أن تعويضها يجب أن يكون شهراً عن كل عام عملت فيه. وأوضحت السيدة أن الشركة طلبت منها توقيع ورقة تفيد بأنها تظاهرت ضد “آيشتي”، وهو ما يمنح الأخيرة حق التخلي عنها، لكنها رفضت هذا أيضا. واتصلت “بي بي سي” بشركة “آيشتي” لسؤالها عن الأمر لكنها رفضت التعليق. وأدت الأزمة بوسام، البالغ 28 عاماً، إلى خسارة عمله في شركة قضى فيها أكثر من عام. Getty Images وقال وسام لبي بي سي إنه بعد أن حضر دواما كاملا في شهر نوفمبر/تشرين الثاني، أبلغ وزملاؤه في الشركة أنهم سيحصلون على نصف مرتبهم، الأمر الذي لم يلقَ موافقته بسبب التزاماته، فاتفق مع الشركة على منحه راتب شهر نوفمبر كاملاً، وشهرا إضافيا مقابل الاستغناء عن خدماته. وسار أحد زملائه على خطاه، فعقد الاتفاق نفسه مع الشركة، بينما رضخت البقية من زملائهم للقرار، كما يقول وسام. لكن نذر الأزمة لم تولد بعد انطلاق احتجاجات 17 أكتوبر/تشرين الأول، بل سبقت ذلك بأشهر، عندما بدأت بعض المؤسسات في تقليص فروعها والاستغناء عن بعض موظفيها. * “انتحار لبناني لم يستطع توفير علاج زوجته المصابة بالسرطان” * لماذا يدعم رجال أعمال لبنانيون الاحتجاجات في بلادهم؟ “بدنا نشتغل” Getty Images مع تزايد الأخبار عن تقليل الشركات وأرباب العمل لأعداد موظفيها أو تخفيض رواتبهم، تتالت المبادرات على مواقع التواصل الاجتماعي لمساعدة العاطلين عن العمل. وقال أمين سباسي – أحد مطلقي مبادرة “بدنا نشتغل” – إن الفكرة هدفها مساعدة الناس، عبر إيجاد فرص عمل لهم. وأشار إلى أن مجموعة على تطبيق “واتساب” أنشئت الأحد، وتقدم لها 70 شخصا بطلبات توظيف، “واستطعنا مساعدة البعض عبر إيجاد فرصة عمل، أو إرسال مساعدات”. ويقول سباسي إن الهدف هو تحويل المبادرة إلى تطبيق للبحث عن وظائف.