بعد أن انجلى غبار معارك ابريل الخفية و الظاهرة عن إبقاء اﻻمر الواقع على ماهو عليه، أﻻ يحق لنا أن نتساءل كيف تطالب الجزائر باستفتاء أبناء الساقية الحمراء ووادي الذهب و تجعلهم يدورون في فلكها و ينفذون أجندتها في المنطقة، رغم أن من يعيشون منهم فوق أراضيها محشورون في مخيمات بائسة بالكاد يتوفر فيها الحد اﻻدنى من شروط الحياة، و يصل أعلى معدل للأجور بها إلى ما يقارب 600 درهم مغربي/ شهريا. و يرفض المغرب اﻻستفتاء، و كأنه فشل في ما نجحت فيه الجزائر ( اقناع 50%+ 1) رغم أن غالبية الصحراويين المعنيين باﻻستفتاء الذي تطالب به البوليساريو و الجزائر يعيشون تحت سلطته في اأقاليم الصحراوية التي تبدو تنمويا كجنة مقارنة بالمخيمات التي يعيش فيها أبناء عمومتهم فوق التراب الجزائري.
و للعلم فعدد من تطالب البوليساريو و الجزائر باستفتائهم لتقرير مصير شعب الصحراء هو رقم 84000 ناخب مسجلين في عملية تحديد الهوية التي أشرفت عليها بعثة المينورسو. ازيد من نصف هذا الرقم يعيش في المغرب و لم يعرف المخيمات قط.
و في انتظار الابتزاز أو الاستفزاز القادم على المغرب أن يبحث في أيسر اﻻمرين و اقلهما تكلفة: إقناع 42000+1 ناخب صحراوي أم إقناع العالم؟.