في تصريح مثير، هاجم محمد زيان، المنسق الوطني للحزب الليبرالي المغربي، رفاق عبد الإله بنكيران، متهما إياهم بالاستغلال المفرط للدين ونسيج الجمعيات الخيرية، لأغراض انتخابية صرفة تضمن لهم مواقع سياسية في الحكومة والبرلمان، وليس لأهداف ترتبط بابتغاء الجنة ومرضاة الله كما يدعون، وهي الحقيقة التي تبرر في نظره، أسباب هيمنة حزب "العدالة والتنمية" على المشهد السياسي ببلادنا، معتبرا في الوقت ذاته، أن "البيجيدي" كان من الممكن أن يكون أقرب الأحزاب الوطنية إلى الحزب الليبرالي مقارنة بباقي الهيئات السياسية الأخرى، لو لا ظاهرة استثماره للدين لأغراض انتخابية وسياسية. كلام لم يمنع زعيم حزب "الأسد" وهو يتحدث مساء يوم الثلاثاء الماضي، من بلاطو برنامج "ضيف الاولى" الذي يقدمه الزميل محمد التيجيني، من التأكيد على أن رئيس الحكومة الحالي عبد الإله بنكيران يمتاز عن سابقيه بتلقائيته في مواجهة المعضلات الشائكة، وهو ما يخلق له المشاكل التي تكلفه ثمنا غاليا، على خلاف رؤساء الحكومات السابقة، سواء منهم الأحياء أو الأموات، باعتبار أنهم عادة ما كانوا يختبئون لتفادي الوقوع في هذه المشاكل، حتى تمر ولاياتهم الحكومية في سلام.
من بنكيران إلى جطو، عرج زيان بتصريحاته النارية، حيث وجه انتقادا لاذعا لرئيس المجلس الأعلى للحسابات، متهما إياه ب "نهج حملة تطهير جديدة تنتقي الأحزاب الصغيرة المستضعفة ولا تتجرأ بالمقابل على افتحاص الاختلالات المالية التي تعرفها بعض المؤسسات العمومية النافذة كشركة الخطوط الملكية المغربية والشركة الوطنية للطرق السيارة وغيرها من الأوراش الكبرى التي تستنزف أموالا غير مبررة من المال العام".
وواجه زيان، إدريس جطو بعبارة "أنا كرشي خاوية وباركا من الفضايح"، متسائلا حول أسباب نزول الوحي على قضاة المجلس الأعلى للحسابات بعدما أصبحوا يفهمون في كل شيء ويتخذون قرارات تعسفية في حق البعض دون سواه، قاصدا بكلامه الحزب الليبرالي المغربي الذي طالبه المجلس باسترجاع جزء من أموال الدعم الممنوح من طرف الدولة جراء عدم تسليمه للفواتير الأصلية المبررة للنفقات التي صرفها الحزب في حملاته الانتخابية، وهي الفواتير التي أكد زيان على أنها موجودة وأن المجلس قد بنى قراره القاضي بإرجاع قيمة الدعم، على كون الحزب الليبرالي سلمه صورا لهذه الفواتير، ولم يفسح له المجال لتسليم الأصول.
وفي سياق الحديث عن حزب البام، اعتبر زيان أن انتخاب إلياس العماري، أمينا عاما جديدا لحزب الأصالة والمعاصرة، قد جاء بناء على قناعة الباميين، بأن رجل الريف يعرف جيدا من أين يأكل الكتف، وهي القناعة التي ذكر بها زيان بالاستثناء إلى كلام قيادي بارز في حزب الجرار تحدث إليه في الموضوع.
أما في صدد الحديث عن ظاهرة الإرهاب، قال زيان، أن محاربة الفكر الظلامي المتطرف يستوجب من بلدان العالم، بما فيها المغرب، ضرورة تبني سياسة عقلانية لمحاربة الإرهاب، تراهن، حسب تصوره، على الرؤية الثقافية والفلسفية وتقطع في الوقت ذاته مع الفكر القمعي التعسفي في حق حاملي أفكار التطرف والعنف، معتبرا أن فتح قنوات الحوار والنقاش مع هؤلاء هو السبيل الأمثل لإقناعهم بضرورة مراجعة الأفكار، وخاصة منها المرتبطة بالجهاد، الذي يبقى حقاً مشروعا إذا ما استهدف محاربة الأمية والكذب والأوبئة وتجنب المس بأرواح الأبرياء من دون وجه حق.