شكل موضوع "النجاعة الطاقية .. رافعة للنمو والتنافسية"، محور ندوة نظمتها مؤسسة (التجاري وفا بنك)، أول أمس الاثنين بالدار البيضاء، بشراكة مع شركة الاستثمار الطاقي . وذكر بلاغ للبنك، اليوم الأربعاء، أن هذا اللقاء يندرج في إطار سلسلة ندوات "لقاءات المقاولة" التي تنظمها مجموعة (التجاري وفا بنك) لفائدة زبنائها بمختلف جهات المملكة، ويأتي بعد سلسلة من اللقاءات التي احتضنتها مراكش وأكادير وفاس والرباط وتمحورت حول مواضيع متنوعة ولاسيما التصدير والضرائب.
وأضاف المصدر ذاته أن مجموعة (التجاري وفا بنك)، التي تعي الرهان الكبير الذي تمثله النجاعة الطاقية، تجدد، من خلال هذا اللقاء، التزامها بالمساهمة الفعالة في تطوير النجاعة الطاقية وتحديث المقاولات وتقوية تنافسيتها.
وتمثل الهدف من عقد هذه الندوة، التي شارك فيها أزيد من مئة مقاولة أغلبها من فئة المقاولات الصغيرة والمتوسطة الصناعية الباحثة عن حلول خلاقة لتقليص حصيلتها الطاقية، تحسيس هذه المقاولات بشأن ضرورة تحسين الاستهلاك الطاقي في سياق اقتصادي يطبعه نمو قوي للطلب على الطاقة وتأمين مواكبتها الضرورية للالتزام ضمن مسلسل النجاعة الطاقية.
وأبرز المدير العام المساعد المكلف بسوق المقاولات في مجموعة (التجاري وفا بنك) السيد حسن برطال، في كلمة بالمناسبة، أهمية النجاعة الطاقية بالنسبة للمغرب على اعتبار احتلالها لمكانة ذات أولوية في النموذج التنموي للمملكة "التي يتعين عليها في القريب العاجل مواجهة طلب متزايد على الطاقة".
وأضاف أنه تم في هذا السياق اعتماد وتفعيل استراتيجية طاقية وطنية من خلال البرنامج الوطني للطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية الذي يتطلب استكماله تعبئة مختلف الفاعلين، موضحا أن مجموعة (التجاري وفا بنك) وقعت مع شركة الاستثمارات الطاقية اتفاقية شراكة قبل عام في إطار معرض (فوتوفولطاييكا) من أجل مواكبة التطور الطاقي بالمغرب.
من جهته، استعرض المدير العام لشركة الاستثمار الطاقي السيد أحمد بارودي فلسفة الشركة التي تتدخل كمستثمر مرجعي في مجال الطاقات بشكل عام، وفي مجال الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية بشكل خاص.
وأضاف أن المغرب يطمح الى تقليص استهلاكه من الطاقة بÜ12 في المئة في أفق عام 2020 و بÜ15 في المئة في أفق 2030، مبرزا أن الأمر يتعلق من دون شك بأحد القطاعات التي يحتاج المغرب إلى أن يكون خلاقا بشأنها، وموضحا أن المملكة لا تتوفر على موارد طاقية كبيرة وبالتالي فإنها تلجأ الى استيرادها لتغطية الطلب الداخلي على هذه الموارد.
وقال إن القطاعات المعنية بشكل أكبر بانخفاض استهلاك الطاقة تشمل بالتحديد قطاعات البناء والنقل والصناعة.
وعرض الخبير الدولي ونائب رئيس مجموعة كندية متخصصة في تصميم وتنفيذ وتقييم وتمويل برامج ومشاريع النجاعة الطاقية السيد بيير باياركون رؤيته لتفعيل إجراءات النجاعة الطاقية، مبرزا أن هذه الأخيرة باتت عنصرا استراتيجيا في التنمية.
وبدوره، قدم مسؤول التوزيع بوكالة المقاولات الصغرى والمتوسطة للمغرب (الوكالة الوطنية لانعاش المقاولات الصغرى والمتوسطة سابقا) السيد منير الزرايدي خارطة الطريق الجديدة للوكالة برسم 2015-2020 "التي تقوم على نسيج من الفاعلين الناجعين"، مبرزا الاهتمام الذي توليه الوكالة للنجاعة الطاقية.
وقدم مسؤول سوق المقاولات الصغرى والمتوسطة بمجموعة (التجاري وفا بنك) السيد عزيز بن يحيى جهاز مواكبة المجموعة في مجال تمويل مشاريع النجاعة الطاقية من خلال عرض باسم (إيفينيرجي) يشمل قروضا متعددة.
واختتم المدير العام للوكالة الوطنية لتنمية الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية السيد سعيد مولين هذا اللقاء بتأكيده على دور الوكالة في تعزيز الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية ومواكبة مختلف الفاعلين الذين يستثمرون في هذا المجال.