أبرز المتدخلون في ندوة نظمت أول أمس الثلاثاء بالصخيرات، في إطار النسخة الرابعة من “لقاءات إفريقيا”، النتائج المحمودة للإستراتيجية الطاقية للمغرب القائمة على الطاقات المتجددة، ومجهودات والتزام المملكة لفائدة هذه الطاقات بالقارة الإفريقية التي تزخر “بموارد وفيرة لكنها غير مستغلة بالقدر الكافي”. وخلال هذه الجلسة المنظمة حول موضوع “تحديات الانتقال الطاقي .. دور الطاقات المتجددة”، أكد الكاتب العام لقطاع الطاقة والمعادن بوزارة الطاقة والمعادن والبيئة، محمد غزالي، أن إستراتيجية المغرب في المجال الطاقي، التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس في 2009، جعلت المغرب سباقا في مجال إنتاج الكهرباء من مصادر خضراء في العالم، خاصة بالقارة الإفريقية. واستعرض غزالي مختلف الأشواط التي مرت بها هذه الإستراتيجية وكذا مراميها المتمثلة أساسا في الرفع من حصة الطاقات المتجددة في المزيج الطاقي للمغرب إلى 42 في المائة في 2020 و52 في المائة بحلول 2030، مشددا على دور الشراكات العمومية والخاصة باعتبارها خيارا استراتيجيا لتطوير البنيات التحتية الطاقية بالمملكة. وأشار، من جهة أخرى، إلى أن تنفيذ المقتضيات التشريعية لاسيما القانون رقم 13.09 حول الطاقات المتجددة مكن من سد الثغرات القانونية في مجال الطاقات المتجددة وفسحت المجال أمام القطاع الخاص لولوج سوق إنتاج وتسويق الكهرباء انطلاقا من المصادر المتجددة. من جهته، استعرض المدير العام للوكالة المغربية للنجاعة الطاقية، سعيد ملين، المشاريع الكبرى المتصلة بالنجاعة الطاقية في مختلف المجالات (صناعة، نقل، بناء وفلاحة…) التي تشتغل عليها الوكالة، بهدف مواكبة وتقليص الهدر الطاقي والتي تشكل المكون الثاني للإستراتيجية الطاقية للمغرب. وشدد السيد ملين على أهمية التكوين والتحسيس، مشيرا إلى أن النجاعة الطاقية لا تتحقق فقط عن طريق التكنولوجيات الجديدة، بل تقتضي أيضا تغييرا للسلوكيات. من جانبها، أشارت المكلفة بالإستراتيجية واليقظة بالوكالة المغربية للطاقة المستدامة (مازن)، ياسمينة بنمسعود، إلى أن حوالي 620 مليون مواطن بإفريقيا لا يلجون إلى الكهرباء، باستثناء 7 بلدان بالقارة تتوفر على معدل كهربة يفوق 60 في المئة، مؤكدة أن الطاقات المتجددة تشكل رافعة هامة للتنمية بالنسبة لإفريقيا، من شأنها الاستجابة بشكل مستدام لهذه الحاجة. وذكرت بنمسعود، في هذا السياق، بأن وكالة (مازن) وقعت عددا من اتفاقيات التعاون مع دول القارة، في مسعى منها لمواكبة هذه الدول في المجال، مشيرة إلى أن الوكالة أبرمت شراكات مع جهات مانحة من قبيل البنك الإفريقي للتنمية لمواكبة الدول الإفريقية خاصة تلك الواقعة بمنطقة الساحل، بالإضافة إلى إحداث ائتلاف مع إثيوبيا للولوج إلى الطاقة المستدامة. ويجمع ملتقى”لقاءات إفريقيا”، الذي ينظم بالتعاون بين الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات والهيئة الفرنسية الخاصة المتخصصة في الإعلام المتصل بالتجارة الخارجية “كلاس اكسبورت”، ممثلين عن مجموعة من المؤسسات والفاعلين الخواص المنحدرين من 20 دولة عبر العالم، بغية النهوض بالإمكانيات الهامة التي تزخر بها القارة الإفريقية في مجال الأعمال، والمتاحة للمقاولات الأوروبية والإفريقية، من خلال لقاءات تجارية ثنائية.