واهم من يعتقد أن الحديث إلى المرأة، دون لغة الوضوح والبساطة والصراحة.. قد يجدي نفعا..؟! بلغة بسيطة وعبارات صريحة، أقدم تحية العيد للمرأة المغربية دون تنظير، ولا إغراق في لغة مركبة، ولا إشارات سياسية.. على غير عادتي.. عبر الملاحظات التالية: أولا: المسألة النسائية كانت دوما في قلب الصراع السياسي والاجتماعي والثقافي ببلادنا. ودفاعا عن قضايا المرأة، تحملت عديد نساء/مناضلات ويلات التعذيب من قبل النظام وأجهزته، سنوات الجمر والرصاص.. إلى جانب معاناتهن مع قهر مجتمع "باترمونيالي"، ذكوري.. له " نظرة خاصة " لوضعية المرأة داخل سلم التراتبية المجتمعية.. مناضلات منهن من قضت نحبها، ومنهن من تنتظر، وما بدلن تبديلا.. ثانيا: ما وصلت له المرأة المغربية اليوم من " وضعية متقدمة " على مراحل سالفة، يرجع الفضل فيه إلى هؤلاء المناضلات الصامدات، وعديد فعاليات، منهم رجال آمنوا بالقضية وكرسوا حياتهم للدفاع عنها.. ناهيك عن جمعيات نسائية ومنظمات حقوقية، وهيئات أخرى بصمت تاريخ المغرب المعاصر بمداد الفخر والاعتزاز. ثالثا: رغم كل القوانين الداعمة لحقوق النساء التي تم التصديق عليها إلى يوم الناس هذا ببلادنا.. فإن الطريق ما زال طويلا وشاقا وشائكا.. لنصل إلى وضعية مساواة طبيعية وعادية بين الرجل والمرأة داخل مجتمع لا تسوده أعطاب.. ؟! الملاحظات الثلاث السالفة، تشكل الوجه اللامع والمضيء للعملة.. فللننظر الآن إلى وجه السواد فيها.. أو نصف الكأس الفارغ، كما يقال. الملاحظة الأولى: كثير من " الأذكياء " حولوا قضية المرأة إلى "أصل تجاري " و"بضاعة مربحة" في سوق السياسة.. لنتفحص خطابات عدد من زعماء "الساعة الخامسة والعشرين".. مقارنة بسلوكاتهم..؟! يدافعون "ظاهريا" عن أحقية تمثيل المرأة في الأجهزة الحزبية ومختلف المؤسسات الدستورية.. ثم يحولون آلية "الكوطا" إلى بطاقة بنكية شخصية "لصرف" الوظائف والمسؤوليات.. لبناتهم وأقربائهم وحوارييهم.. حتى لا أقول "خليلاتهم"..؟! هل هناك حق يراد به باطل أكثر من هذا..؟! الملاحظة الثانية: كثيرات من " أفاعي " الجنس اللطيف، ركبن موجة الدفاع عن قضايا المرأة، لتحقيق أغراض شخصية ضيقة ودنيئة باسم قضية نبيلة. تجدهن داخل الأحزاب والجمعيات، في المؤسسات العمومية والشركات الخاصة.. يتباكين دفاعا عن "التمثيلية" و "إنصاف المرأة" .. وهن في الواقع يبحثن عن "ريع".. ولا يهم في النهاية إن حققت المسألة النسائية تقدما أم لا ببلادنا.. فيكفي ما حققته "الأفعى" من مكاسب "مادية ضيقة"..؟! الملاحظة الثالثة: المجتمع المغربي مليء بالكفاءات النسائية "بنات الشعب".. أخلاق رفيعة، تكوين أكاديمي عال.. طموح كبير.. اعتماد على الذات والكفاءة الشخصية.. ورغم ذلك تجدهن معطلات.. يقضين وقتهن إلى جانب أمهاتهن في المطبخ.. أو مهمشات في مقرات عملهن، يتقاضين أدنى الأجور..؟! ببساطة لأنهن لم يرغبن في لعب دور"أفاعي قضية المرأة"، ولا مقربات من "تجار المسألة النسائية"..؟! الملاحظة الأخيرة: جسد المرآة لعب دورا محوريا على مر التاريخ، في كل مجالات الحياة: من السياسة إلى الاقتصاد مرورا بالفن.. وصولا إلى الرياضة.. لذلكم انتبهت مختلف الأجهزة الاستخباراتية العالمية لهذا العنصر الحاسم في حل أكبر المعادلات استعصاءا.. ودفاتر التاريخ مليئة بقصص " أجساد " أطاحت بعديد "رؤوس" مزعجة لجهات معادية.. في ظروف مشبوهة.. ؟! ومن نافل القول أن الأجساد الطاهرة.. "اللحم المر" لم تقبل يوما العبث بها في مؤامرات خسيسة ودنيئة.. مهما بلغ المقابل.. * تموت الحرة ولا تأكل من جسدها *..؟! على سبيل الختم، أتساءل مع المرأة في عيدها الأممي: هل كل النساء مثل النساء.. ؟! طبعا لا، هناك نساء ونساء.. تحية حب كبير.. وباقة ورد أكبر لكل المغربيات الشريفات المحصنات العفيفات.. المناضلات "كل بأسلوبها وفي مجالها" لتحقيق مناصفة حقيقية.. لا جريحة.. ولا مغدورة.. في وطننا الحبيب هذا. حتى لا أنسى، فما يجري اليوم بالضبط * يوم ثامن مارس 2018 * ببلادنا.. أقول لمهندسه: إنها * ضربة معلم *.. لكنك بكل صدق * معلم فاشل *.. لأنك بكل بساطة، اغتصبتنا جميعا ذكورا ونساءا، في يوم الاحتفال بأعز ذكرى على قلوبنا.. وكسيت "كعبة" ثامن مارس المجيدة بوشاح السواد.. فأنت ألعن من شيطان.. لا نمت قرير العين. كل عام ونساء وطني بخير. وعز المنى، أن تكون ذكرى العام المقبل أفضل.. ؟! وتلكم قضية أخرى.