بمجرد ما نادى علي الطرشي رئيس جلسة محاكمة معتقلي "حراك الريف" وحميد المهداوي مدير موقع "بديل" المتوقف عن الصدور، على حميد المهداوي للمثول أمامه، من اجل الاستماع إليه، حتى عمت حالة من الترقب أرجاء القاعة 7 بمحكمة الإستئناف بالدار البيضاء، فالكل كان ينتظر ماذا سيقول المهداوي أمام المحكمة بخصوص التهم الموجه إليه، وبالفعل كان استنطاق المهداوي مختلفا عن باقي استنطاقات المعتقلين الآخرين الذين مروا قبله، حتى أن قاعة المحكمة اهتزت أكثر من مرة بالضحك، بسبب "قفشات" المهداوي التي لم يسلم منها أحد، بل إن القاضي الطرشي ومستشاريه لم يستطيعوا إخفاء ضحكاتهم أمام الحضور في الكثير من المرات. وحاول المهداوي بأسلوبه المعهود هدم قرائن إدانته والتي حددها في أربع قرائن الأولى هي عدم أهليته في تقييم وتقدير درجة خطورة المعلومات التي توصل بها من المدعو نور الدين البوعزاتي خلال سبع مكالمات جمعت بينهما، والثانية هي تزامن المكالمات مع أحداث الحسيمة، والثالثة هي تغطية موقع "بديل" الذي يملكه المهداوي ويشرف عليه، لإحتجاجات الحسيمة، والرابعة تضامن المهداوي مع الحراك والزفزافي. وتابع المهداوي كلامه وهو يعرض المكالمات وتفاصيل مادار بينه وبين المدعو "نور الدين" أو ابراهيم البوعزاتي، محاولا إظهار أنه شخص "هبيل"، وما يقوله "تخربيق"، و"كذاب"حسب تعبير المهداوي، حيث سرد بعض عبارات المدعو نورالدين البوعزاتي خصوصا عندما أخبره أنه ملياردير، ثم انقطعت المكالمة ليعيد به الإتصال ويخبره أن تعبئة خطه نفذت، متسائلا:" واش هذا ملياردير ومعندوش روشارج وبغيتوني نصدقو"، مضيفا "ثم قال لي هذا المشبوه راه الحسيمة غادي تولي كلها دم وغادي نديرو الزحف للمغرب غادي تكون معركة كبيرة..، أنا عندي سلاح في الكوفر وغادي ندخلو من سبتة..، ومجموعة من البورجوازيين حطو لفلوس ديال بصح شفتهم بعيني وعطاو العربون لروسيا وشراو السلاح والدبابات"، معلقا على هذاالكلام: واش هذا باغي يدير ثورة ما عندو روشارج وكلامه كلو كذوب .. كيفاش بغيتوني نبلغ بهاد التخربيق". وأشار المهداوي إلى أن القانون يجرم المبلغين عن الأخبار الزائفة وعن جرائم يعلم بعدم حدوثها، مستندا على القانون الجنائي ومؤكدا على أن ما دار بينه وبين المدعو نور الدين لا يمكن التبليغ عنه لأنه غير حقيقي. وظهر المهداوي بمعنويات مرتفعة موزعا الإبتسامات والضحكات، حتى أن قاعة الجلسة عرفت جوا من الحماسة والإبتهاج جعلت ممثل النيابة العامة حكيم الوردي يطلب من أحد المحامين أن يعود إلى الخلف لأنه لا يستطيع رؤية المهداوي وهو يتحدث. الوردي لم يكف عن الإبتسام والضحك وكذلك تدوين ملاحظات حميد المهداوي التي وعكس أسلوبه اكتست جدية كبيرة.