اقترح الملك محمد السادس، في إطار "الأجندة الإفريقية حول الهجرة"، التي جرى تقديمها للقمة ال 30 للاتحاد الإفريقي، إحداث مرصد إفريقي للهجرة ومنصب المبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي المكلف بالهجرة. وقال الملك في رسالة وجهها إلى الدورة العادية ال 30 لقمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي (أديس أبابا، 28-29 يناير 2018)، والتي تلاها رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، إن المرصد الإفريقي للهجرة يرتكز عمله على ثلاثة محاور، هي "الفهم والاستباق والمبادرة"، حيث سيعهد إليه بتطوير عملية الرصد، وتبادل المعلومات بين البلدان الإفريقية، من أجل تشجيع التدبير المحكم لحركة المهاجرين. وتابع الملك قائلا "إن المغرب ليعبر عن استعداده لاحتضان هذا المرصد". أما إحداث منصب المبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي المكلف بالهجرة، فقد أوضح الملك أن الهدف من ورائه يتمثل "في تنسيق سياسات الاتحاد في هذا المجال". وهكذا – يضيف الملك- فإن "الأجندة الإفريقية حول الهجرة " تقترح، فيما يخص تدبير الهجرة، اعتماد نهج قائم على سياسات وطنية، وتنسيق على مستوى الأقاليم الفرعية، ومنظور قاري، وشراكة دولية"، مضيفا جلالته أن "هذه الأجندة تستلزم تغيير النموذج السائد، وتحديد مفهوم جديد للهجرة، يقوم على مقاربة استشرافية وإيجابية، وإرادة سياسية حقيقية للدول، التي من مصلحتها أن تتم عملية الهجرة في ظروف سليمة وقانونية ونظامية، تحترم حقوق الإنسان". وأكد الملك أن من شأن "الأجندة الإفريقية حول الهجرة" أن تساهم في إغناء عملية إعداد الميثاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة، كما تسعى إلى جعل الهجرة رافعة للتنمية المشتركة، وركيزة للتعاون جنوب- جنوب، وأداة للتضامن. وفي هذا الصدد، أوضح الملك أن المغرب، الذي سيستضيف أشغال المؤتمر الدولي لاعتماد الميثاق العالمي للهجرة، وكذا المنتدى العالمي حول الهجرة والتنمية، في شهر دجنبر 2018، ليؤكد التزامه بجعل هذه اللقاءات متعددة الأطراف، منبرا لخدمة قضايا القارة الإفريقية. وبالنسبة للملك، فإن"الأجندة الإفريقية حول الهجرة" تنطلق من ضرورة الإلمام بظاهرة الهجرة في مختلف أبعادها، من أجل فهمها بشكل أفضل، مؤكدا جلالته أن الأوان قد حان لتصحيح المغالطات المرتبطة بقضايا الهجرة. وأشار محمد السادس إلى أن "الهجرة ظاهرة طبيعية تمثل حلا لا مشكلة"، ومن ثم، "ينبغي علينا اعتماد منظور إيجابي بشأن مسألة الهجرة، مع تغليب المنطق الإنساني للمسؤولية المشتركة والتضامن". وخلص الملك إلى أن الهجرة تظل تحديا عالميا وحاسما بالنسبة للقارة الافريقية، "فهي تستحق مقاربة جديدة تتمحور حول إفريقيا، وتجمع بين الواقعية والتسامح، وتغليب العقل على المخاوف".