لم يترك معتقل حراك الريف، يوسف الحمداوي، ممثل النيابة العامة حكيم الوردي، يكمل مرافعته للتدليل على أن توقيف معتقلي حراك الريف تم في احترام تام للظوابط القانونية، حيث قاطعه قبل قليل خلال جلسة محاكمة معتقلي الحراك بمحكمة الاستيناف بالدارالبيضاء، قائلا أنا لم أعتقل على الساعة الحادية عشر من يوم الأربعاء 31ماي 2017، كما تقول أنت نقلا عن محاضر الشرطة، وإنما اختطفت حوالي الساعة التاسعة صباحا من نفس اليوم، عندما كنت متوجها إلى المؤسسة التعليمية التي أشتغل فيها أستاذا، وعندي شهود كثيرون على ما أقول. ممثل النيابة العامة، حكيم الوردي، أجاب الحديوي الذي كان يتحدث من داخل القفص الزجاجي: "حنا مكنديروش الإنشاء.. يمكنك أن تتقدم بشكاية في الموضوع، لكن ليس من حقك أن تقاطعني". وعندما استأنف ممثل النيابة العامة سرد مكان وتوقيت اعتقال كل واحد من معتقلي الحراك، وكذا توقيت إشعار عائلته بذلك، ردد أحد المعتقلين من داخل القفص: "كتكذب. لعنة الله عليك"، غير أن استرسال ممثل النيابة العامة في مرافعته التي كانت عبر مكبر الصوت، وابتعاد القفص الزجاجي عن منصة المحكمة، حجب ما قاله المعتقل عن القاضي وممثل النيابة العامة، وإن كان قد خلق وشوشة وضحكا داخل القاعة. يذكر أن فريد الحديوي، شقيق يوسف الحديوي، سبق له أن قدم شهادة عن ظروف توقيف شقيقه، قال فيها: "في صباح يوم الأربعاء 31ماي 2017، كان متجها إلى مقر عمله بجماعة النكور، رفقة زميلة له في العمل، حوالي الساعة الثامنة إلا عشر دقائق صباحا، حين توقفا لتعبئة خزان وقود السيارة بمحطة البنزين على بعد مئات الأمتار من مقر عمله، تفاجأ بمجموعة من الأشخاص بلباس مدني يمسكون به بطريقة حاطة بالكرامة وعملوا على تصفيده وتكبيله ووضعه داخل سيارة سوداء لا تحمل أية إشارة بأنها سيارة "المخزن".. ولم يكن أحد ممن اعتقلوه يلبس لباسا رسميا تفيد أنهم رجال شرطة أو درك أو مخازنية... مما يؤكد بالملموس أنه تم اختطافه، وأن اعتقاله غير قانوني البتة، وما يجعل محاكمته غير قانونية نظرا لطريقة اختطافه غير القانونية.. كأنه مجرم قاتل وسفاح.. حين وصوله إلى إمزورن بعد أن نال حقه من السب والشتم والقذف والركل، تم الزج به في سيارة أخرى بيضاء، توجهوا به إلى مخفر الشرطة بالحسيمة، ثم تم نقله بعد ذلك إلى مقر سكناه، لتتم مداهمة منزله رفقة حوالي 30 عنصر من رجال الأمن والبوليس، لينتشروا داخل المنزل في تفتيش دقيق، لكل الغرف، منهم من توجه صوب المطبخ، وآخرون صوب غرفة نومه حيث كانت زوجته نائمة رفقة انتهما الصغيرة إسراء، الأمر الذي سبب ازمة نفسية حادة للطفلة وللزوجة على حد سواء، منهم من توجه صوب مرآب السيارة حيث قاموا بتفتيشها أيضا و قاموا بتصوير كل الكتب التي كانت بمكتبته بعد أن طرحت أرضا، ثم بعد ذلك تم نقله إلى مخفر الشرطة بالحسيمة، ليتم اقتياده بالسيارة إلى الدارالبيضاء، حيث بقي 12 ساعة وأيديه مكبلة إلى الوراء داخل السيارة، ووصل إلى مقر الشرطة القضائية حوالي الثانية صباحا من يوم الخميس، وقد تركت الأصفاد آثارا واضحة على يديه لم تختف إلا بعد أسابيع... توصلنا بمحفظته وهي تحتوي على فروض تلامذته الذين لازالوا ينتظرون عودته، في حين احتفظوا بحاسوبه وهاتفه الشخصي.. أليس هذا اختطافا؟؟ ألا يتوفر السيد يوسف الحمديوي على عنوان قار ليتم إرسال استدعاء كتابي قصد استدعائه للحضور والاستماع إليه، ألا يتوفر على مقر عمل قار ضمانة له، إضافة إلى أنه متزوج وأب لطفلة، ورجل تعليم، يجعل متابعته في حالة سراح اعتمادا على هذه الضمانات.... لك الله يا وطني، ولنا الله جميعا".